للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما يخصصه، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولا يجوز التخصيص إلا بحجة (١). كما أنه يجب أن عدم ربط آيات القرآن بما لم يثبت علمياً أو كان لا زال في مرحلة النظرية ولم يثبت ليصير حقيقة علمية (٢). وهناك ضوابط شرعية قررها العلماء لاستخراج وجوه الاعجاز العلمي، يمكن الرجوع إليها في كتب الاختصاص.

[المطلب التاسع: شرح مقصد تعليم حكمة ميزان العقول وصحة الاستدلال]

من مقاصد القرآن الكريم عند ابن عاشور تعليم حكمة ميزان العقول وصحة الاستدلال وفائدة العلم والدعوة للنظر وإعمال العقل والتدبر في القرآن الكريم ومعانيه (٣). قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (٤). وقد دعي القرآن الناس للتأمل والتدبر في عظم مخلوقات الله. وهو من أكثر العوامل التي تزيد الإيمان، خاصة عندما يستشعر المُتأمل عظم قدرة الله تعالى في عظم مخلوقاته. وأقسم الله تعالى بمخلوقات عدة لعظمها ولعجز الناس عن الإتيان بمثلها حتى ولو كان صغيرا كجناح البعوضة.

أمثلة الدعوة إلى التأمل والتدبر في القرآن:

من الأمثلة التي ذُكِرت في القرآن الكريم بهدف الدعوة للتأمل والتدبر فيها ما يلي:

• الشمس والضحى، في قوله تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) (٥).


(١) انظر فصول في أصول التفسير، مساعد بن سليمان الطيار، القواعد الترجيحية، ما يتعلق بالعموم في القرآن، ص ١٣١ - ١٣٤. الطيار، مساعد بن سليمان، فصول في أصول التفسير، ١٤١٣ هـ-١٩٩٣ م، الطبعة الأولى، دار النشر الدولي – الرياض.
(٢) طه محمد فارس، محاضرات مادة التفسير المقارن، الجامعة الإسلامية مينيسوتا، قسم القرآن الكريم وعلومه، ٢٠٢١.
(٣) مقدمة التحرير والتنوير، الطاهر بن عاشور، الطاهر ابن عاشور، جزء ١، صفحة ٣٨.
(٤) سورة محمد، آية ٢٤.
(٥) سورة الشمس، آية ١.

<<  <   >  >>