للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• ثم تحداهم بأن يأتوا بعشر سور، ولم يستطيعوا أيضاً. قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (١).

• ثم تحداهم بما هو أقل من ذلك، وهو أن يأتوا بسورة واحدة من مثله، وعجزوا حتى عن ذلك. قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (٢).

ولا شك في ذلك، فمن يقرأ القرآن لا شك سيؤمن بالله لما في القرآن من قوة الحجة ومتانة اللغة وسحر البيان.

مراتب علاقة القرآن بالعلوم الاخرى عند ابن عاشور:

وقد ذكر ابن عاشور أن هناك من أنكر التوفيق بين العلوم الفلسفية ومعاني القرآن الكريم، بينما ذهب هو إلى أن هناك علاقة بين العلوم والقرآن الكريم على أربع مراتب، هي "علوم تضمنها القرآن كأخبار الأنبياء والأمم وتهذيب الأخلاق والفقه والتشريع والإعتقاد، والأصول، والعربية، والبلاغة، وعلوم تزيد المفسر علما كالحكمة والهيأة وخواص المخلوقات، وعلوم أشار إليها أو جاءت مؤيدة له كعلم طبقات الارض والطب والمنطق، علوم لا علاقة لها به إما لبطلانها كالزجر والعيافة" (٣).

قواعد استنباط اعجاز القرآن الكريم:

ربط العلوم الاخرى بالقرآن الكريم باب واسع وكثر فيه الخلط والجدل. وغالي فيه بعض من كتب في علوم اعجاز القرآن المختلفة، لا سيما باب الاعجاز العددي إن صح التعبير. وقد صحح بعضهم الاسم بقولهم لفتات عددية (٤). فقد حمَّل الآيات ما لا تحتمل ليصل إلى مبتغاه في اثبات نظرياته في الاعجاز العددي. والأصل الذي تحدث عنه العلماء هو أخذ نصوص القرآن على ظاهرها بما يتبادر إلى الذهن بدون تكلف ولا تعطيل ولا تحريف ولا تأويل دون قرينة وعدم تحميلها ما لا تحتمل. ومن القواعد الترجيحية أن الخبر على عمومه حتى يأتي


(١) سورة هود، آية ١٣.
(٢) سورة يونس، آية ٣٨.
(٣) التحرير والتنوير، ابن عاشور، ١/ ٤٥.
(٤) الفارس، طه، محاضرات مادة التفسير المقارن، الجامعة الإسلامية مينيسوتا، قسم القرآن الكريم وعلومه، ٢٠٢١.

<<  <   >  >>