للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الخامس عشر: ظاهرة التنمُّر الإلكتروني

انتشرت في أوساط الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي ظاهرة التنمر الإلكتروني (Cyberbullying). والتنمر كما هو معروف أكثر إنتشارا بين الأطفال منه بين الكبار. وغالبا ما يقع على طفل أو شخص به نوع من النقص أو الضعف، وإن كان يقع أيضا على أشخاص عاديين. فتجتمع مجموعة من الأطفال أو الكبار ويحتقرون الطفل أو الشخص المتنمر عليه أو يزعجونه بحركات أو ألفاظ غير لائقة ومزعجة. وربما وصل الأمر إلى الضرب والعنف الجسدي. وتتكر الظاهرة في المدارس بين الطلبة. وأحياناً ينمر تلميذ ضعيف المستوى الدراس على تلميذ جيد المستوى الدراسي. مما يظهر أن الأمر قد يعزو إلى دافع الغيرة والحسد. وقد يقع التنمر بين الكبار من مجموعة من الشباب غير المتعلم وعادة يكونون قليلي الآداب وغير متدينين ويغلب عليهم الشر وضعف الوازع الديني.

وأما التنمر الإلكتروني فيكون على شبكة الإنترنت، وغالبا في مواقع التواصل الاجتماعي. ويكون بالتعرض للسخرية والإستهزاء وغيره من أنواع الأذى. وهو أسوأ إذا لا توجد رقابة أو شرطة على الإنترنت لحماية الأفراد المتنمر عليهم. وحتى إن وجد فيصعب التحكم وفي إيقاف التنمر على شبكة الإنترنت. إذ لو تم إيقاف موقع يمكن أن يأتي التنمر من موقع آخر. وقد يتم بإختراق حساب المتنمر عليه على مواقع التواصل الاجتماعي ونحوه. أو عن طريق الرسائل الإلكترونية أو النصية (١).

التنمر الإلكتروني من منظور مقاصد القرآن:

• التنمر الإلكتروني فعل مشين وغير مقبول في الإسلام؛ وذلك للنهي عن أذى المسلمين. قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) (٢). كما أمر بترك التباغض والتدابر: (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى


(١) التنمر، موقع اليونيسيف، (UNICEF.org).
(٢) سورة الأحزاب، آية ٥٨.

<<  <   >  >>