[المبحث الرابع: مشاركة المرأة في مواقع التواصل الإجتماعي وتبعاته]
مشاركة المرأة في شبكة التواصل الإجتماعي في العصر الحديث أدى إلى كثير من المفارقات والتي معظمها أمور منكرة وإن كان بعضها مفيد. وهناك جوانب كثيرة لهذا الموضوع والذي يحتاج امعان نظر في أطرافه قبل الحكم على أيٍ من تفاصيله، ولذا رأينا التفصيل بالنظر على كل جانب على حدة.
[المطلب الأول: ظهور النساء في قنوات اليوتيوب وحسابات التواصل الإجتماعي]
من الأمور المنكرة التي نراها على مواقع التواصل الإجتماعي هو فتح البنات وربات البيوت قنوات على اليوتيوب وحسابات على الفيس بوك وإنستقرام وتويتر وظهورهم سافرات في الشاشات. وما يجعل هذا العمل مُنكراً هو ظهور النساء فيها وأحياناً بكامل زينتهن، وقيام بعضهم بأمور غير مقبولة شرعاً ولا عُرفاً. ونذكر منا ما يلي:
فتح قنوات التجميل على اليوتيوب:
هناك من تفتح قنوات التجميل في يوتيوب، وتضع أصناف من الألوان في وجهها أمام الكاميرا بحجة أنها تعلم الفتيات كيف يستعملن أدوات المكياج. وتظهر امام الملايين من الناس لتضع كل ما تستطيع من ألوان الزينة على وجهها، التي هي أساساً منهية عن الظهور بها أمام الرجال الأجانب. وربما أظهرت شعرها بحجة انها تعمل وصفات للشعر أو غيرها، وأحياناً بغير حجة. فهي لا تعجز في اختلاق الحجج والأعذار التي تقولها لنفسها لتبرر بها أفعالها المشينة. ولا شك أن هذا من غواية الشيطان التي حذرنا الله منها. قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)(١). فعلي المسلمة أن تتقي الله وتتعفف من مثل هذا وتتجمل بالحياء والستر، ولا تظهر في القنوات على ملايين البشر تعرض لهم محاسنها. وللتقي الله في نفسها وزوجها ودينها، ولا تحذو حذو الكافرات والسافرات لأجل القليل من المال. وقد يسر الله من طرق الكسب الحلال ما لا يحصى ولا يعد، فلا تجعل المال عذرا للتنازل عن مبادئها وأخلاقها. ولتذكر أن رزق الإنسان واصله، وهو نصيب من عند الله، وأن كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها.