[المطلب الثاني: الاختلاط والمحادثات بين الجنسين بالغرف الصوتية]
ومن المنكرات التي جرّتها تقنية المعلومات هي الاختلاط بين الجنسين وتبادل الردود وقبول دعوة الصداقات في برامج الغرف الصوتية ومواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم فتح باب للمحادثات وتبادل الصور والترتيب للقاءات السرية والتي نتج عنها كثير من الضحايا من أبناء الزنا ومن فتيات خُدعن ووعدن بالزواج. ولا عجب إذ قلما ينتج من مثل هذه الأساليب ما يؤدي إلى زواج صحي سليم. وكيف بعد أن تكلم معها وبادلته الاعجاب وربما قابلته. فأي رجل يقبل بأن تصير أماً لأولاده بعد أن كسرت حاجز الحياء وتخطت حقوق أسرتها ووالدها وقيود الدين والمجتمع. وكثير من هذه المقابلات بدأت من الاجتماعات المختلطة في الغرف الصوتية وبالرغم من وجود الاختلاط، إلا إن للغرف الصوتية ووسائل المحادثة فوائدها الكثيرة. فالعيب إذن في نوع الاستخدام وليس في التقنية نفسها.
الاختلاط من منظور مقاصد القرآن الكريم:
• الاختلاط يؤدي إلى مشاكل إجتماعية عديدة ومعاصي كالخيانة الزوجية وهذا يتناقض مع مقصد تهذيب الأخلاق.
• الاختلاط قد يودي إلى العلاقات المحرمة وإنتشار زواج المتعة والعشق المحرم والتبرج والسفور والزنا، وغيرها. وهذا يتناقض مع مقصد التشريع، كما يتناقض مع مقصد المواعظ، والانذار، والتحذير، والتبشير. قال تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)(١).
• الاختلاط يفكك الأسرة المسلمة وهذا يتناقض مع المقصد الكلي للقرآن وهو صلاح الأحوال الفردية والجماعية.