للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصفات الذميمة:

تهذيب الأخلاق يستوجب على المرء ترك الصفات الذميمة، والأفعال السيئة. ومن أمثلة الصفات الذميمة: الحسد، والحقد، والنفاق، والكذب، والكبر، والغرور، والنميمة، والرياء، والجهل، والدياثة، والسفور، والبغاء، والتسول، والخيانة، والغدر، والبذاءة، والجبن، والكسل، والبذاءة، والإسراف، وغيرها. ومن الأفعال السيئة: السرقة، وشرب الخمر، والزنا، والكفر، والشرك، والسحر، والتجسس، والتباغض، والتناحر، وعدم الاستنجاء من البول، وغيرها. قال تعالى: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (١). وقال : (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه) (٢).

[المطلب الثالث: شرح مقصد التشريع وهو الأحكام خاصة وعامة]

التشريع هو ثاني مقصد من مقاصد القرآن الكريم عند ابن عاشور، وبه تعرف الأحكام التي بها يعبد بها الله تعالى خاصها وعامها (٣)، لتنظيم المعاملات بين الناس وتنظيم حياتهم وحفظ الحقوق بينهم. وتنظيم المعاملات يكون بين المسلمين بعضهم البعض، أو بين المسلمين المشركين وأهل الكتاب. وقد بين الله تعالى في كتابه العزيز أنه ما خلق الجن والإنس إلا لعبادته ﷿، فقال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (٤). ولذا كان لابد


(١) سورة يوسف، آية ٥٣.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره، جزء ٨، صفحة ١٠، حديث رقم ٢٥٦٤. وأخرجه البخاري في صحيحه مختصرا، كتاب الأدب، باب الهجرة وقول رسول الله لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث، جزء ٨، صفحة ٢١، حديث رقم ٦٠٧٦.
(٣) مقدمة التحرير والتنوير، الطاهر بن عاشور، الطاهر ابن عاشور، جزء ١، صفحة ٣٨.
(٤) سورة الذاريات، آية ٥٦.

<<  <   >  >>