[المطلب السابع: شبكات التواصل ساعدت على ازدياد معدل العنوسة]
ازداد معدل العنوسة في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ. وربما السبب الرئيسي هو ان عدد النساء أكثر من الرجال. وقد تنبأ الرسول ﷺ بحدوث ذلك، وذكره مع علامات الساعة الصغرى. ولكن هذا لا يمنع من القول بأن شبكات التواصل زادت الأمر سوء. وقد لا تكون العلاقة جلية في بادئ الأمر، إلا أن المتأمل في أحوال المجتمع تظهر له جوانب الارتباط بوضوح. ولا شك أن الإسلام حث على الزواج، فهو حصانة للمرء وللمرأة خاصة حماية لها من عبث العابثين ومن هفوات النفس وحماقاتها. فكان حري بالناس السعي لتزويج بناتهن في أقرب الفرص المناسبة لحفظهن مع من هو أهل لهن. وقد حث الرسول ﷺ الشباب على الزواج، فقال:(من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)(١). فكان حرياً بولاة الأمور أن ينظروا في تزويج بناتهم إذا أتت الفرصة المناسبة. لا سيما مع ما نراه اليوم من مئات الفتيات اللاتي وصلن سن الأربعين ولم يزلن دون زواج. نسأل الله أن يزوج كل أيّم، ويعف شباب وبنات المسلمين.
كيف ساهمت تقنية المعلومات في زيادة معدل العنوسة:
كما ذكرنا سابقاً فإن المتأمل في أوضاع المجتمع يجد صلة بين العنوسة وتقنية المعلومات. ومن ذلك ما يلي:
• اختلاط الفتيات بالشباب يقلل الحاجة النسبية للزواج، حيث للشاب أن يتحدث مع البنات عبر شبكات التواصل الإجتماعي في أي وقت دون تكبد عناء الزواج وتكاليفه.
(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصوم، باب الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة، جزء ٢، صفحة ٦٧٣، حديث رقم ١٨٠٦. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة، واشتغال من عجز عن المؤن بالصوم، جزء ٢، صفحة ١٠١٩، حديث رقم ١٤٠٠.