للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مواقع الزواج الالكتروني من منظور مقاصد القرآن الكريم:

هذه المواقع تقع بها عدد من المحذورات وقد تؤدي بهدر حقوق المرأة وربما الرجل وفيه تعارض مع مقاصد القرآن الكريم. ومن ذلك ما يأتي:

• الزواج في الإسلام يكون بالتقدم لخطبة المرأة من أهلها، وليس بالتواصل مع المرأة عبر المواقع الإلكترونية. وهذا يتعارض مع مقصد التشريع.

• هذا قد يكون طريق ممهد لزواج المتعة، وفي هذا إهدار لحقوق المرأة، ويتناقض مع مقصد التشريع ومقصد تهذيب الأخلاق والمقصد الأعلى هو صلاح الأحوال الفردية، والجماعية.

• هذا قد يؤدي إلى اللقاء بين الطرفين قبل الزواج، وهذا قد يؤدي إلى الزنا وهذا يتناقض مع مقصد التشريع ومقصد المواعظ، والإنذار، والتحذير، والتبشير.

• لجوء المرأة لهذه المواقع بدلاً عن انتظار نصيبها فيه نوع من عدم التوكل على الله والاعتماد الشديد على الأسباب مهما كانت غير لائقة في تحقيق رغباتها، وهذا يخالف مقصد إصلاح المعتقد في باب التوكل، إذ مثل هذه الوسيلة ينبغي تركها لما فيها من مخالفات.

النصائح والضوابط المقترحة:

يجب على الفتيات تجنب هذه المواقع لما فيها من أخطار التعرض لفرص سيئة للزواج. فوليها كفيل بالسؤال عن أخلاق من يأتي البيت من بابه وحفظ حقها وكرامتها. وإن من تقدم على مثل هذه المواقع يغلب أن يكون عندها خمول في الوازع الديني، فالمسلمة مصونة من هذا لا تعرض نفسها ولا ترفع صورتها للناس، والزواج رزق من عند الله لا يأتي بهذه الطريقة التي تهدر كرامتها. وإن حصل غالبا لا يكون زواج سعيد، حيث قد يعيرها زوجها بذلك في المستقبل. كما أن الزوج قد تظهر فيه من العيوب التي لا يمكن احتمالها وينتهي الأمر بالطلاق. ولو أنها انتظرت زواجها عن طريق وليها لكان تكّفَّل بالسؤال عن المتقدم وعرف قبل القبول به. فوليها يحفظ حقها ويخاف عليها من الضياع مع من هو ليس أهل بالزواج. وغالباً يحرص على تخير الزوج الصالح ذو الخلق والدين، ويتمكن من تحمل مسؤولية الزواج نفسياً ومادياً. وهذا قد يتناقض مع مقصد تهذيب الأخلاق، حيث هي تجاهلت حق وليها الذي عنى بها وذهبت دون رأيه لتبحث عن الزواج. وقد يشين هذا لأسرتها بالكامل إذا رأى صورتها من يعرفها ويعرف أسرتها، فيعيِّر أهلها بذلك وتكون سبب لفضحهم بين الأهل والمعارف والجيران.

<<  <   >  >>