للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثامن عشر: الفوائد الربوية من البنوك الربوية الإلكترونية]

من المنكرات التي تتم عبر البنوك الإلكترونية هي وضع فوائد ربوية في الحسابات البنكية دون مشاورة عملائها. بل أن مسلمي الغرب يحاولوا جهدهم للبحث عن طريقة لوقف هذه الفوائد، دون جدوى. وبعضهم ذهب إلى التصدق بها لتقليل الأذى، وإن كان هذا لا يعني تحليلها … وربما يُعذر المرء بأنه لم يختارها وأنها فروضة عليه … وإن كان هناك إمكانية استعمال بنوك إسلامية لم يكن هناك عذر بالمرة، غير أنه أحيانا يصعب إيجاد مثل هذه البنوك لا سيما في بلاد الغرب. وإستعمال البنوك الإلكترونية في تلك البلاد يكاد يكون ضرورة يومية في كثير من الجوانب، مثل إستلام الراتب الشهري، والتسوق وحماية المال من السرقة وسهولة التعامل وسلامة الفرد من المجرمين وغيره. وجدير بالذكر أن هذه الفوائد تكون صغيرة جدا لحد يثير الجدل. فمثلا بنك كبير مثل (Wells Fargo) يمكنك أن تدع فيه مئة الف دولار ويضع لك في المقابل خمس سنتات كفائدة، مما يثير إستفزاز العملاء، لاسيما بعد علمهم بأن البنك يستعمل أموالهم ويوظفها في عمل أرباح طائلة.

[الفوائد الربوية من البنوك الربوية الإلكترونية من منظور مقاصد القرآن الكريم]

• الفوائد الربوية من باب الربا الذي حرمه الله تعالى وجعله من كبائر الذنوب. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (١). وهي بهذا تتناقض مع مقصد التشريع.

• الربا يؤدي إلى الجشع والإجحاف بحقوق الناس، حيث تجد أن من يقدم القروض الربوية يظلم المُقترضين بسحب أموال مضاعفة منهم. وهذا فيه إستغلال لحاجة الناس وأكل أموالهم بالباطل. قال تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ) (٢). وهذا يناقض مقصد تهذيب الأخلاق ومقصد المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير.

• الربا يمحق البركة. قال تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَواا وَيُرْبِى الصَّدَقَاتِ) (٣). وبهذا قد يناقض مقصد صلاح الأحوال الفردية والجماعية.


(١) سورة البقرة، آية ٢٧٨ - ١٢٧٩.
(٢) سورة البقرة، آية ١٨٨.
(٣) سورة البقرة، آية ٢٧٦.

<<  <   >  >>