للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الراشدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) (١).

• العلم يزيد من الخشوع. قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (٢).

[المطلب السابع: شرح مقصد المواعظ، والإنذار، والتحذير، والتبشير]

المقصد السابع من مقاصد القرآن الكريم عند ابن عاشور هو المواعظ، والإنذار، والتحذير، والتبشير (٣). ويتضمن ذلك ترسيخ مبدأ الحساب والجنة، والنار، والمعاد، والحشر، وأحداث القيامة. وقد جاء القرآن بكثير من الوعظ في الترغيب والترهيب، ولا تكاد تخلو صفحة من صفحات القرآن منه. وأول ما نزل من القرآن كان إنذار الناس من الحساب وتبشيرهم بالجنة والثواب لمن آمن. وكان معظم القرآن المكي فيه، وهو الذي ثبَّت المسلمين في أول الدعوة، عندما كانوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، فكان تذكر الوعد والوعيد جعلهم أقوياء صامدين. ولذا لو كنا بصدد ترتيب هذه المقاصد حسب أهميتها، لوضعتُ هذا المقصد في المرتبة الأولى، وذلك لأن صلاح الإعتقاد لا يأتي إلا بعد قبول الانسان للدعوة نفسها والدخول في دين الإسلام. فالمسيحي مثلا لا يمكن أن يصلح إعتقاده قبل أن يصبح مسلما، ولو صلح قبلها لما قُبل منه، وذلك لقوله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (٤).


(١) أخرجه بن باز في مجموع فتاوى بن باز (٢٥١/ ٢٨) وصححه.
(٢) سورة فاطر، آية ٢٨.
(٣) مقدمة التحرير والتنوير، الطاهر بن عاشور، الطاهر ابن عاشور، جزء ١، صفحة ٣٨.
(٤) سورة آل عمران، آية ٨٥.

<<  <   >  >>