للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حكم طلب العلم:

طلب العلم هو جزء من ديننا الحنيف وفريضة على كل مسلم. قال رسول الله : (طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مُسلمٍ) (١). ومن دون العلم لا يستطيع المسلم أن يكون مسلماً. وهناك قدر من العلم الشرعي لا يستقيم إسلام المسلم إلا به، مثل تعلم الصلاة والزكاة والصوم ونحوه. فحتى النطق بالشهادة لابد فيه تعلم لفظها وما تقتضي من أمور قلبية وعقلية من فهم وايمان وتسليم وإذعان ونحوه. كذلك الأمر في بقية الأركان.

فوائد طلب العلم:

لطلب العلم فوائد عظيمة وأجور عالية، خلافا لما ذكرناه من أنه فريضة على كل مسلم. ونذكر من فوائده ما يلي:

• العلم يزيد الايمان ويقويه. قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (٢).

• العلم يبني للإنسان حصانة من الاهواء والفتن، فلا يقدر على إغوائه شياطين الانس والجن، لأن تقوى الله تمكنت من قلبه بزيادة العلم.

• العلم طريق للجنة. فعن أبي هريرة قالق: قال رسول الله : (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة) (٣).

• العلم يحفظ الانسان من اتباع البدع، فالعالم بدين الله يكون على دليل ونور من ربه وبصيرة من هداية القرآن الكريم، تحصِّنه من الزيغ والضلال. قال الله : (إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) (٤). وقال في حديث آخر: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء


(١) أخرجه الزركشي (البدر) في اللآلئ المنثورة (٤٠)، وحسنه.
(٢) سورة الانفال، آية ٢.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، جزء ٨، صفحة ٧١، حديث رقم ٢٦٩٩.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، جزء ٢، صفحة ٥٩٢، حديث رقم ٨٦٧.

<<  <   >  >>