[المطلب الثامن: تمهيد الطريق للاعبين من الشباب والفتيات]
حري بالذكر هنا ما ينتشر بشدة في شبكات التواصل الإجتماعي من تلاعب كثير من الشباب بالفتيات، حيث يقوم أحدهم بإيهام الفتاة باهتمامه بها ثم يوقعها في حبه بدهاء ويتلاعب بمشاعرها. فالمرأة رقيقة المشاعر وكثيرة الحب والوفاء حتى قال أحدهم "أنها خُلقت للحب". بالطبع هي خُلقت للعبادة وليس للحب، ولكن نقلنا القول فقط لتبيين كم هي عاطفية. وبما أن تسلم له تلك المسكينة قلبها حتى تصبح كاللعبة في اصبعه. وذلك الخبيث المتلاعب ما أن يحصل على قلبها تصبح الأمور في يده فينقطع عنها وتشتاق إليه فيستدرجها لمكان منعزل ويحصل على شرفها ثم بعد ذلك يلقيها في أقرب منفى نفايات بعد أن تكون قد فقدت شرفها ومستقبلها.
ظاهرة تظاهر المتلاعبين بالتدين والصلاح لاصطياد الفتيات والشباب:
والمرير في الأمر أن كثير من هؤلاء اللاعبين يبدون بمعالم الصالحين ويستغلون هذا الشكل ليجذبوا به البنت فتظن أن هذا فارس الأحلام المتدين التقي النقي صاحب الدين والخلق وتقع في حبه دون تفكير بعد أن تكون وثقت به واستبعدت تماما أن يكون هذا الصالح متلاعب بها. فهؤلاء يسيئون للإسلام ولم يفكروا في قولهم (كما تدين تدان)(١) وأنه كما يتلاعب ببنات الناس سيأتي من يتلاعب بأخواته وبناته. ورغم ضعف الحديث، إلا أنه كثيراً ما يحدث في الواقع، والله يمهل ولا يهمل. وأما تلك المسكينة فقد أضاعت حقها بنفسها رغم ظلم ذلك الذئب لها، فهي ستدفع ثمن ضعفها غال بين إهانة العار وضياع المستقبل وسخط الأهل واحتقار المجتمع لها. فإياك إياك أختي أن تسمحي للذئاب بفعل هذا بك ولا تصدقي تمثيل اللاعبين. فالصالحين لا يتحدثون مع الفتيات، بل يدخلون البيوت من أبوابها. ويا أُمهّات بنات المسلمين عليكن بتوعية فلذات أكبادكن منذ الصغر قبل الوصول لسن المراهقة حين تهب العواصف وتقع الكوارث وتضيع الأحلام.
إياك ومحاولة فتنة الشباب والتلاعب بهم يا أخت الإسلام:
نصيحة لتلك الفتاة اللعوب التي تحاول أن توقع الشباب في حبها فقط لتتلذذ بجريهم وراءها واحساسها بالنصر والغرور … نقول لها احذري من هذا … فإنه يوماً ما سيأتي من يلعب بك ويتركك بعد أن تكوني وقت
(١) رواه عبد الله بن عمر، وأخرجه القسطلاني في إرشاد الساري (١/ ١١)، وحكم بأن إسناده ضعيف وله شاهد. وأخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء (٦/ ١٥٨)، والديلمي في الفردوس (٢٢. ٣) مطولاً.