للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب السادس: إنتشار المعازف والغناء الماجن على شبكات التواصل]

الموسيقى والغناء الماجن من المنكرات التي يتم الترويج لها في شبكة الإنترنت والتواصل الإجتماعي لا سيما في قنوات اليوتيوب وصفحات الفيس بوك. وقد ساعد ذلك في زيادة عدد المغنين وازدياد شهرتهم وعدد جمهورهم. حتى أصبح كثير من المعجبين يحبونهم لدرجة العبادة، ويتتبعون أخبارهم ويحتفظون بصورهم ومقاطعهم كأنها أصنام أو كتب منزلة من عند الله. وهذا نوع من الشرك. قال الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) (١). وقد حذر العلماء من الغناء لأنه مدخل لتهييج الغرائز والمشاعر التي تثير الشهوات والعشق الحرام. وهو مما لا طائلة تحته غير أنه يؤدي إلى العذاب النفسي أو حتى الهلاك كما حدث في قصة ماعز والغامدية. وإدماج الموسيقى مع الغناء يكون تأثيره أقوى في هذا الشأن. كما أنه مضيعة للوقت ويصبح المحبون له مدمنين على عليه كإدمان الخمور والمسكرات، فيصعب الإقلاع عنه ويصير ديدن المصابين به الاستماع له والعيش في عالم خيالي لا وجود له مملوء بالأفراح، ولكنه في الحقيقة زائف ليس به سوى الأتراح والفشل. فالمدمنين عليه كثيراً ما يصابون بالفشل في الدراسة والعمل، حيث يضيعون ساعات العمل والدراسة في الاستماع للأغاني بدلاً عن مراجعة الدروس والاجتهاد. وهذا حتماً يجر للفشل. وقد ذكر بن باز في فتاويه تحريم الغناء، لاسيما إذا كان مصحوباً بالموسيقى. وعن أبي مالك الأشعري أن رسول الله قال: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف) (٢). وقد تحققت نبوءته عن استحلال المعازف، حيث شاع على شبكة التواصل فتوى عن تحليل الموسيقى. وموضوع الموسيقى كان فيه خلاف، فحلله بعضهم ومنهم الإمام الغزالي وابن حزم، إلا إن الجمهور على تحريمها. ويجب التفريق بينما إذا كان الغناء من رجل أو امرأة، وإذا كان مصحوب بموسيقى، ونوع الكلمات الواردة فيه، وإن كان مصحوب بمعاصي أخرى. قال الشيخ محمد صالح المنجد: (الغناء إن كان مصحوبا بآلات


(١) سورة لقمان، آية ٦.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (ط السلطانية)، كتاب الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه، جزء ٧، صفحة ١٠٦، حديث رقم ٥٥٩٠.

<<  <   >  >>