للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الخامس: المساهمة في إنتشار الزواج العرفي وزواج المتعة وزواج المسيار]

لقد ساهمت تقنية المعلومات في زيادة الإختلاط بين الرجال والنساء، سواء كان في مواقع التواصل الاجتماعي أو الغرف الصوتية أو أماكن العمل. ونتج عن هذا الكثير من العلاقات بين الجنسين والعشق الحرام خارج دائرة الزواج المشروع. ونسبة لقلة فرص العمل وعدم الإستعداد المعنوي والمادي للزواج نجد كثير من الأزواج لجأوا لأنواع أخرى من الزواج لتقليل التكلفة أو إخفاء الزواج عن الأهل حتى لا يسبب لهم مشاكل مع أسرهم وأبناءهم. وتتمثل هذه الأنواع الأخرى في الزواج العرفي، وزواج المتعة، وزواج المسيار. وسنتعرف على كل منها بإيجاز ثم نحكم عليها من منظور مقاصد القرآن الكريم عند ابن عاشور.

تعريف الزواج العرفي:

الزواج العرفي يكون عادة في السر دون علم الأهل والمعارف. وقيل إن له صورتان: الصّورة الأولى: "الزواج العُرفيّ هو: مصطلحٌ حديثٌ أُطلق على عقد الزواج الغير موثقٍ بوثائق رسميّةٍ معيّنةٍ، سواءً كانت مكتوبةً أو غير مكتوبةٍ، أو هو عقد الزواج الذي كمُلت شروطه، ولم يوثَّق بصورةٍ شرعيّةٍ، أو بوثيقةٍ رسميّةٍ" (١). وأما الصّورة الثانية: "الزواج العُرفيّ هو: الزواج الذي يتمّ بين الزّوج والزّوجة، بإيجابٍ وقبولٍ وبحضور شاهدَيْن مستأجرَيْن أو بعدم حضورهما، ومن ثمّ يُوقّعان باسمَيْهما على ورقةٍ عرفيّةٍ فحسب، دون إشهارٍ ولا إعلانٍ عن الزّواج، وبسريّةٍ تامّةٍ، فلا يعلم به إلّا الزّوجين أو الشّاهدَيْن المستأجرَيْن إن وُجدا؛ دون علمٍ من الأهل والأصدقاء، أي دون إشهارٍ له" (٢).


(١) أسامة عمر الأشقر (١٤٢٠ هـ)، مستجداتٌ فقهيّةٌ في قضايا الزواج والطلاق (الطبعة الأولى)، عمّان: دار النفائس، صفحة ١٢٩. بتصرّف.
(٢) فارس محمد عمران (٢٠٠١ هـ)، الزواج العرفي وصور أخرى للزواج غير الرسمي (الطبعة الأولى)، القاهرة: مجموعة النيل العربية، صفحة ٢٠. بتصرّف.

<<  <   >  >>