للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثامن: إنتشار وترويج المواقع الإباحية وجريمة بيع الهوى على شبكة الإنترنت]

لقد ظهر مع الأنترنت ما يعرف بالمواقع الإباحية (Pornography) والتي تحتوي على صور العراة والأفلام الجنسية وممارسة الرذيلة والإباحية. ويمكن الاشتراك فيها إما مجانا أو بخدمة مدفوعة. وهذا من أكبر المساوئ التي تحسب على هذه التقنية، حيث لولاها لما أمكن نشر مثل هذه المواد بالصورة الحالية وفتح مثل هذه المواقع. وإن كان الذنب على الناس وطريقة إستخدامهم لها وليس على التقنية نفسها.

احصائيات معدل المواد الإباحية في الإنترنت:

ومن المؤسف معرفة أن معدل استخدام الإنترنت في المواد الإباحية بلغ معدل خرافي في هذه الحقبة من الزمان، وأن أكبر استخدام للإنترنت في العالم أجمع هو فيها. وقد أورد الموقع العالمي ويبرووت إحصائيات من عام ٢٠١٧ م تثبت أن ٣٥? من التنزيلات على الإنترنت مرتبطة بالمواد الإباحية (١). مع العلم أن في خلال السنوات الأربع الأخيرة تضاعفت الأرقام وخرجت عن السيطرة. والمتأمل في هذه الأرقام لا يخفى عليه حجم الدمار الناشئ من هذا النوع من الاستخدامات على الإنسانية جمعاء ومستوى التدني الأخلاقي الذي وصل إليه العالم. ولعل في هذا تحذير لأمة الإسلام بقرب وقوع الساعة، حيث تنبأ المصطفى عما نراه اليوم يحصل بقوله: (لا تقوم الساعة، إلا على شرار الناس) (٢). ومن المؤسف حقاً أن يكون الأطفال هم أكثر الفئات تضررا بهذا. فقد ذكر موقع المجلس البريطاني لتصنيف الأفلام أن ٥٠? من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ١١ – ١٣ سنة شاهدوا مواد إباحية بطريقة ما (٣). وهذا ظلم في حق هؤلاء الأطفال وإفساد لهم، بتعريضهم لهذه المواد، مما يحملهم فوق طاقتهم وقد يصيبهم بحالات من الاكتئاب والاضطراب العقلي أو العصبي. ودخول هذه المواقع


(١) مختصر من موقع ويبرووت، المواد الإباحية على الإنترنت بالأرقام؛ تهديد كبير للمجتمع، (webroot.com).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قرب الساعة، جزء ٤، صفحة ٢٢٦٨، حديث رقم ٢٩٤٩.
(٣) مختصر من موقع المجلس البريطاني لتصنيف الأفلام (bbcf.org).

<<  <   >  >>