للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسنة وإجماع سلف الأمة، وفي هذا فساد في العقيدة واتباع لغير سبيل المؤمنين ومشاقة للرسول . كما أن القرآن هو كلام الله ﷿، ومن جعله مخلوقا فقد جعل شيئا من صفات الله مخلوقا وهذا كفر بين. ويلزم منه تعطيل صفة الكلام، والقول بأنه غير متكلم، وهذا إلحاد في صفات الله واتهام له بالنقص ﷿. فالكلام صفة كمال، وعدمه صفة نقص. كما يلزم منه نفي تكلم الله ﷿ بالوحي ونفي الشرائع والكتب المنزلة. وبه تكذيب لكثير من الآيات التي في القرآن والتي تثبت كلام الله لأنبيائه ورسله" (١).

الإيمان الاسراء والمعراج:

ومن العقيدة الصحيحة الايمان بالإسراء والمعراج وكل ما جاء فيه من الصعود إلى السماوات السبع وملاقاة آدم في السماء الدنيا، ويحيى وعيسى في السماء الثانية، ويوسف في السماء الثالثة، وادريس في السماء الرابعة، وهارون في السماء الخامسة، وموسى في السماء السادسة، وإبراهيم في السماء السابعة. ثم تشريع الصلوات وغيرها من التفاصيل التي ذُكِرت في حديث الإسراء والمعراج عن النبي صلى الله عليه. وهو حديث طويل وملئ بالفوائد، ويمكن الرجوع إليه في صحيحي البخاري ومسلم (٢).

[المطلب الثاني: شرح مقصد تهذيب الأخلاق]

إن من أهم ما دعي له القرآن الكريم تهذيب الأخلاق، ولذا عدها ابن عاشور المقصد الثاني من مقاصد القرآن الكريم (٣). فقد أثنى الله تعالى في كتابه الكريم على من زكى نفسه وأصلحها بمكارم الأخلاق ومحاسنها في


(١) مفاسد وأضرار القول بأن القرآن مخلوق، موقع إسلام ويب، فتوى رقم: ١٣٠٤٩٨، بتصرف يسير.
(٢) حديث المعراج، أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب مناقب الأنصار، باب المعراج، حديث رقم ٣٧٧٨، جزء ٥، صفحة ٥٢. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله إلى السماوات وفرض الصلوات، حديث رقم ٢٦٤، جزء ١، صفحة ١٠٣.
(٣) مقدمة التحرير والتنوير، الطاهر بن عاشور، الطاهر ابن عاشور، جزء ١، صفحة ٣٨.

<<  <   >  >>