للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: إنتشار زنا الشاشات والعادة السرية]

إن من مصائب برامج المحادثات والغرف الصوتية هو ما يعرف الآن بزنا الشاشات. ورغم أن المصطلح ظهر في الآونة الأخيرة من أصحاب قنوات اليوتيوب، إلا أن معناه ومحتواه لا يخفي على الفطن. فقد علمنا وسمعنا عن نشوء علاقات محرمة بين الجنسين عن بعد، وفيها يفعلون أفعال الجنس لحد الإنزال عن طريق الاستمناء أو ما يعُرف بالعادة السرية. وهذا لا شك أنه حرام، وإن كان لا يمثل فعل الزنا الحقيقي. ولكن فيه من كشف العورات والإصرار على معصية الله ما فيه، ولا يشك عاقل في حرمته. فكيف نحل ما حرم الله وقد أمرنا بتجنب الاختلاط وغض البصر وحفظ الفرج وستر العورة. هل يظن هؤلاء أنهم يستطيعون خداع الله. بل الله شهيد على ما يفعلون، وهو بحلمه يمهل عباده ليتوبوا رحمة بهم، ولا يهملهم. فليحذر هؤلاء من مكر الله وسخطه. قال تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (١). ومذهب الجمهور على تحريم العادة السرية. قال ﷿: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون) (٢). فحدد الله تعالى ما يحل بالأزواج وما ملكت اليمين؛ وهو حدٌ بيِّنٌ واضح. وعن أبي هريرة عن النبي قال: (كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، يصدق ذلك الفرج ويكذبه) (٣). وقد أرشد النبي الشباب إلى الزواج ليعفوا أنفسهم، فإن لم يستطيعوا فبالصوم لأن فيه وجاء ووقاية لهم من الزنا. فقال: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء. أي: وقاية من الزنى (٤).

أضرار العادة السرية:

• الإصابة بالالتهابات البكتيرية وغيرها مما يمكن نقله من الأمراض عن طريق اليد والاسطح غير النظيفة، سواء للشباب أو الفتيات.

• ضعف القذف عند الرجل والتقليل من الحساسية الجنسية.


(١) سورة الأنفال، آية ٣٠.
(٢) سورة المؤمنون، آية ٥ - ٧.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب القدر، باب وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون، جزء ٨، صفحة ١٢٥، حديث رقم ٦٦١٢. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب القدر، باب قدر على ابن آدم حظه من الزنا وغيره، جزء ٨، صفحة ٥٢، حديث رقم ٢٦٥٧.
(٤) أخرجه البخاري (٥٠٦٥)، ومسلم (١٤٠٠).

<<  <   >  >>