للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: المساهمة في إنتشار العشق المحرم]

من الآفات التي إنتشرت من خلال وسائل التواصل العشق الحرام نتيجة الاختلاط بين الجنسين في شبكات التواصل الإجتماعي كالفيس بوك وغيرها. وهو امر لا يجوز دون عقد شرعي بالزواج، وقد يجر إلى بلاوي لا تحمد عقباها، حيث كثيراً ما تنتهي باللقاءات المحرمة والزنا. والعشق هو الحب الشديد الذي يجعل صاحبه هائماً وكل همه هو كيف يتواصل مع عشيقه حتى ولو كلفه ذلك دينه أو دنياه. ولذا كان العشق باب شر لا يجر من ورائه غير الآلام من بُعد العشيق او الندم من الوقوع في المحذور. فلا راحة الا فيما شرعه الله تعالى من الزواج الشرعي الذي لا ندم فيه ولا عذاب للفراق. فهو طريق واضح وسهل ومملوء بالسعادة والرضي، بعكس ما تجره الطرق الملتوية. ولعل خير ما قيل في هذا الشأن قول ابن القيم : "وكم أكبت فتنة العشق رؤوسا على مناخرها في الجحيم وأسلمتهم إلى مقاساة العذاب الأليم وجرعَّتهم بين أطباق النار كؤوس الحميم وكم أخرجت من شاء الله من العلم والدين كخروج الشعرة من العجين وكم أزالت من نعمة وأحلت من نقمة" (١). وأعجبني قول أحدهم: "إن الحب ليس شرطًا مسبقًا للزواج .. ومن ظن أنه أحب قبل الزواج فليراجع نفسه؛ لأن عملية الحب لا تكتمل إلا بعد تجربة إنسانية كاملة .. وما يحصل من مراهقات سلوكية هذا ليس حبًا، فيه شيء من الحب، ولكن ليس الحب الناضج. وما يحصل من شعور معين أو شوق إلى لحظات معينة، هذا لا يقيم بيوتًا" (٢).

العشق الحرام من منظور مقاصد القرآن الكريم:

• العشق فيه حب وتعلق شديد بغير الله، ولذلك يتناقض مع مقصد إصلاح المعتقد. وحري بالمؤمن أن يكون الله ورسوله أحب إليه من غيرها.

• العشق عادة يكون خارج نطاف الزواج، والعشيق غير الزوج في غالب الأحوال، ولذا فهو خارج حصن الزواج ولا يجوز شرعاً. وهذا يتناقض مع مقصد التشريع.

• التي تعشق تخون أهلها وزوجها إن كانت متزوجة. فقد وضع أهلها وزوجها الثقة فيها وأعطوها الحرية وأجهزة التواصل من هاتف وحاسوب، اعتمادا على أنها محل ثقة ولن تسيئ إستعمالها. ولكنها بتواصلها ما الرجال


(١) ابن القيم، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١ هـ)، روضة المحبين ونزهة المشتاقين، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ١٤٠٣ هـ/ ١٩٨٣ م، ط العلمية، الباب الخامس عشر فيمن ذم العشق وتبرم به وما احتج به كل فريق على صحة مذهبه، صفحة ١٨٩.
(٢) صاحب القول د. عبد الرحمن ذاكر الهاشمي، وتم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي.

<<  <   >  >>