للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: الاستخدامات الحسنة لأنظمة المعلومات]

تقنية المعلومات مجال واسع، ورغم كل ما نوقش من إستعمالات سيئة لأنظمتها، فإننا يمكننا أن نوظفها لخدمة مقاصد القرآن الكريم وخدمة دين الله تعالى وخدمة الانسان. فقد تطورت بها دول الغرب وأصبحت الحياة سهلة بها، وكان حري بأمة الإسلام الإستفادة منها وتسخيرها لنصرة دين الله وتسهيل حياة المجتمع المسلم والدعوة إلى الله وغيرها من مقاصد القرآن الكريم.

[المطلب الأول: نشر العلم الشرعي وحلقات القرآن والذكر]

من الإستعمالات المفيدة لتقنية المعلومات هي نشر العلم الشرعي في المواقع الإنترنت والمواقع الإلكترونية والمنتديات، والمجموعات البريدية، وبرامج الحاسوب، والجوال. كذلك إدارة حلقات الذكر بإنشاء قواعد بيانات لإدارتها وتنظيم العمل بها. وقد جاء التحفيز على طلب العلم في كثير من الآيات والأحاديث، منها قوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (١). وقال : (العلماءُ ورثةُ الأنبياءِ) (٢). وقال أيضاً: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه) (٣). ومن البرامج التي لها أثر ملموس في هذا المجال: برنامج التيليقرام والواتساب والزوم وغيرها من برامج التواصل. ونجد أنه تم فتح كثير من حلقات تحفيظ القرآن فيها وحفظ خلق كثير بواسطتها كتاب الله وجودوه. وفي ذلك نفع كبير للأمة وتسهيل لعملية الطلب. وكذلك إنتشرت مؤسسات التعليم عن بعد، الشرعية وغير الشرعية التي تعتمد على برامج المحادثة.


(١) سورة المجادلة، آية ١١.
(٢) أخرجه أبو داود (٣٦٤١)، والترمذي (٢٦٨٢)، وابن ماجه (٢٢٣) مطولاً، وصححه ابن الملقن في البدر المنير (٧/ ٥٨٧).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، جزء ٨، صفحة ٧١، حديث رقم ٢٦٩٩.

<<  <   >  >>