للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه تهييج للغرائز ومدعاة للفاحشة والزنا وسخط الله. ومن يروج لها أو يدل عليها هو مشارك في الإثم. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (١).

بائعات الهوى:

لقد ساعدت شبكات الإنترنت على نشر الدعارة وزيادة أعداد بائعات الهوى (Prostitutions) بشكل كبير، وتمكينهن من تسويق بضاعتهن القذرة. فقد وردت إحصائيات لعام ٢٠١٦ في تقرير نشرته مؤسسة تبادل معلومات قضاء الأحداث بأن عدد البغايا في جميع أنحاء العالم يقدر بحوالي ٤٠ - ٤٢ مليون عاهرة، وان ٨٠? منهن في العمر بين ١٣ - ٢٥ (٢). ونلاحظ صغر أعمار هؤلاء الفتيات مما يدل على نجاح خطط الذين يُعرِّضّون هؤلاء الأطفال للمواد الإباحية بإفسادهم وطمث فطرتهم البريئة.

إنتشار وترويج المواقع الإباحية وجريمة بيع الهوى من منظور مقاصد القرآن الكريم:

• بيع الهوى والعمل بالمواقع الإباحية جريمة يتبعها الزنا وهو كبيرة تستوجب الحد، ولذا يتناقض مع مقصد التشريع.

• بيع الهوى معصية وخذلان وعار على المرأة وعلى ذويها، بل وحتى على المجتمع بكامله. وقد قيل في المثل: (تجوع الحُّرة ولا تأكل بثديها) (٣). فليس الفقر مبرر لارتكاب المعاصي، وكانت الصحابيات أفقر حالاً ولم يتجرأن على محارم الله أو بيع أنفسهن والعياذ بالله. وهي عملية لا أخلاقية وتتناقض مع مقصد تهذيب الأخلاق.

• ومن يقوم ويشارك بها لا يردعه الوعيد ويتناقض مع مقصد المواعظ، والإنذار، والتحذير، والتبشير. قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) (٤).


(١) سورة النور، آية ١٩.
(٢) موقع منظمة بروكون (procon.org).
(٣) كتاب الأمثال لابن سلام، باب صيانة الحر نفسه عن خسيس مكاسب المال، ص ١٩٦، وكتاب مجمع الأمثال، أبو الفضل النيسابوري، مثل رقم ٦١٩، صفحة ١٢٢.
(٤) سورة الإسراء، آية ٣٢.

<<  <   >  >>