للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الموسيقى، فإنه يحرم فعله، وسماعه، سواء كان من رجل أو امرأة، وسواء كان غناء عاطفيا أو حماسيا أو دينيا، ولا يستثنى من ذلك إلا الغناء المصحوب بالدف، في العرس والعيد وقدوم الغائب. وأما إذا خلا من الموسيقى: فإن كان من امرأة لرجال فهو حرام، وإن كان من رجل، وبكلام مباح جاز، كالأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقى، ومع ذلك لا ينبغي الإكثار من سماعها. وقد حكى غير واحد من أهل العلم الإجماع على تحريم استماع الموسيقى) (١). ويكفي من التأكيد على حرمتها أن معظم الأغاني في عصرنا الحالي مصحوبة برقص نساء سافرات وحفلات اختلاط وصخب ومجون لا يتصور عاقل تحليله. وليكن نهج المؤمن في زمان الفتن هذا قول المصطفى : (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك) (٢).

إنتشار المعازف والغناء الماجن من منظور مقاصد القرآن:

• أجمع أكثر أهل العلم على تحريم الموسيقى كما بينا سابقاً الحالات التي يجوز ولا يجوز فيها الغناء. كما أن إنتشار الغناء والمعازف فيه ضياع للوقت مما يشغل عن الصلاة ويؤدي إلى تضييع العبادات والواجبات الدينية وطلب العلم، وهذا يتناقض مع مقصد التشريع ومقصد التعليم.

• الغناء الماجن والموسيقى تسبب التعلق بغير الله وحب المغنين الذي قد يصل لدرجة التقديس، وهذا يخالف صرف المحبة لله، ويتناقض مع مقصد إصلاح الإعتقاد وتعليم العقد الصحيح، ومقصد المواعظ، والإنذار، والتحذير، والتبشير.

• الغناء قد يؤدي إلى الهوى أو العشق المحرم الذي قد ينتهي بالزنا، وهذا يخالف مقصد التشريع ومقصد تهذيب الأخلاق.

• غالبا ما تصرف الأموال في شراء الأغاني وما يلزم من الأجهزة اللازمة لها كمشغلات التسجيل ومكبرات الصوت أو الهواتف ونحوها، وهذا يتناقض مع مقصد صلاح الأحوال الفردية والجماعية.


(١) المنجد، محمد صالح، موقع الإسلام سؤال وجواب، حكم سماع الأغاني الأجنبية أثناء المذاكرة، وشبهة حول تحريم المعازف وجوابه - المكتبة الشاملة، فتوى رقم (٧٢٦٠).
(٢) أخرجه الهيثمي المكي في الزواجر، (١/ ٢٣٢) وصححه.

<<  <   >  >>