يؤكد لنا أننا سوف نُسأل عن أعمارنا وفيما أفنيناها. ولا شك أن في أجهزة الهواتف المحمولة وشبكات التواصل وأفلام اليوتيوب وغيرها ملهاة ومضيعة كبيرة للوقت، خاصة إذا كان إستعمالها فيما لا فائدة له حتى فيما يخص المصالح الدنيوية. وعن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اتخذ خاتما فلبسه قال:(شغلني هذا عنكم، منذ اليوم إليه نظرة وإليكم نظرة، ثم ألقاه)(١). فقد القى رسول الله ﷺ بخاتمه عندما شغله عن صحابته، أليس حري بنا أن نضع هذه الأجهزة ونستعملها فقط لما صنعت له من اتصالات هاتفية! ونترك ما يجر لمضيعة الوقت منها. وهذا الاستخدام السيء للأجهزة قد يؤدي إلى إضاعة الصلاة والتعليم ونسيان الأهل والواجبات الدنيوية. ونذكر بعض الصور المنتشرة كمثال لضياع الساعات الطويلة فيها يلي:
- مشاهدة الأفلام الرومانسية أو البوليسية او الهندية وغيرها يضيع أوقات طويلة، خاصة وأن كل فيلم يستمر عادة ساعتين أو ثلاث. بالإضافة إلى ما تحتويه هذه الأفلام من معاصي كالقتل والزنا وشرب الخمر والسفور والاختلاط والموسيقى وغيرها من المحرمات.
- مشاهدة الأطفال الرسوم المتحركة لأوقات طويلة يلهيهم عن واجباتهم المدرسية وتعلم القرآن والصلاة.
- ضياع الأوقات الطويلة في محادثات الغرف الصوتية والمنتديات وأركان الحوار، والتي يكون كثير منها مما لا طائل تحته وليس له محتوى هادف أو نافع.
- ممارسة العاب الحاسوب والجوال لأوقات طويلة يومياً تجعل الشخص مدمناً عليها، ولا يكترث بأي شيء حوله سوى الفوز في هذه الألعاب والاستزادة منها.
- ضياع الأوقات في العاب الواقع الافتراضي (VR =Visual Reality)، والتي تعيّش اللاعب في جو كالحلم وتلهيه عن كل ما يدور حوله في الواقع.
- ضياع الأوقات في حب وادمان لغات البرمجة ومتاهاتها واتخاذها هواية. وهذا قد رأيناه يحدث بالفعل مع كثير من الشباب. ورغم ان تعلم البرمجة في حد ذاته أمر جيد، ولكن ادمانها لحد ضياع الشهور والسنين فيها أمر غير محمود.
- ضياع ساعات طويلة في مشاهدة قنوات اليوتيوب المختلفة حتى ولو كانت مفيدة. ومن أمثلتها قنوات الطبخ وعمل المنتجات وتتبع الأخبار وتعلم خبرات جديدة، وغيرها. فبالرغم أن أصلها حلال ومفيد، إلا إنها إذا أصبحت متابعتها تأخذ معظم الوقت وتشغل عن ذكر الله والصلاة والعبادة فإنها تصبح مذمومة. والقاعدة ان كل ما يشغل عن العبادة أولى تركه وإن كان أصله حلال.