للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون) (١). فقد بين الله تعالى في هذه الآية جملة من التعاليم المؤمنات، وهي:

• أولاً: عليها الخروج متسترة محتشمة، غير متعطرة، وتلتزم بالحجاب الشرعي والذي وصفه العلماء بأن يكون ساتراً غير شفاف، ولا يظهر ما تحته. وألا يكون زينة في نفسه كما نراه اليوم من عباءات مظرزة بالورود والاوان الجميلة. وعليها تجنب الملابس الضيقة والشفافة والتي تظهر شكل جسمها كالبنطلون والملابس المصنوعة من قماش يلتصق بالجسم كالحرير وقماش الفانلة والاسباندكس. ولا تقصِّر الفستان حتى ولو كانت ترتدي تحته بنطال. وعليها العناية بتغطية شعرها بالكلية فلا يظهر منه شيء في الجوانب أو المقدمة، كما عليها تغطية قدميها بجوارب ساترة غير شفافة، فهي من الأجزاء التي يجب تغطيتها، وعليها إخفاء الزينة إلا ما ظهر منها. وهناك خلاف حول إذا كان النقاب مفروضاً أيضاً على نساء المسلمين مثل أمهات المسلمين. وإن لبست النقاب لكان احفظ لها واريح بالاً. وإن كان النقاب مختلف في حكمه بين العلماء، إلا إن الحجاب ليس هناك خلاف في فرضه بين أهل السنة ومن يُعتد برأيه.

• ثانياً: غض النظر، وقد ذكر العلماء في غض البصر فوائد كثيرة منها: أن فيه طاعة لله ورسوله كما جاء الأمر في الآية الكريمة، وأنه من حسن الخلق وأفعال ذو المروءة، وأنه يورث الحكمة والفراسة ونور البصيرة، وأنه من أعظم السبل لحفظ الفرج، وأن فيه شكر لنعمة الله تعالى، وأنه يورث محبة الله تعالى (ذكره مجاهد)، وأن فيه استعلاء على النفس الأمارة بالسوء، وفيه سلامة للنفس الأمارة بالشهوات، وأن فيه حفظ للمجتمع من الانزلاق في سعار الشهوات (٢). وقد جاء الحث على غض البصر في أحاديث متواترة، منها قوله : (يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة) (٣).

• ثالثا: حفظ الفرج إلا على الزوج أو السيد إن كانت مملوكة كما كان يحدث في الماضي. والمؤمنة عفيفة تحفظ زوجها في حضرته وغيبته، ولا تخونه ولا تستغله، بل تتقرب إليه بالطاعة وحسن التبعل.

• رابعا: عدم ضرب الارض ليسمع صوت الخلخال فيثير الفتنة. كما عليها التوبة وهي مطلوبة من جميع المؤمنين عامة.


(١) سورة النور، آية ٣١.
(٢) انظر فتاوى الشبكة الإسلامية، لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية، (islamweb.net).
(٣) أخرجه أبو داود (٢١٤٩)، وأحمد (٢٢٩٩١)، وأخرجه الألباني في صحيح الترمذي (٢٧٧٧) وحسنه.

<<  <   >  >>