وأما عمل المرأة داخل البيت وإن كان أفضل وضعاً، إلا أنه لا يزال موضع للإحتكاك بين الجنسين أثناء العمل، مثل إجتماعات الغرف الصوتية وتبادل الرسائل الإلكترونية وغيرها من متطلبات العمل. فلابد من إلتزام الحدود والآداب الإسلامية، وإن لم تكن المرأة بحاجة له فالأولى تركه؛ لأن بيتها وزوجها وعبادتها أولى بالوقت. وذلك لأن معظم الوظائف المتاحة لا سيما في عصر التكنولوجيا الحالي، تتطلب وقت طويل يصل عادة إلى ثمان ساعات، كما أنه يتطلب تعليم لتطوير الخبرات مما يأخذ مزيد من الوقت. ويفرض على المرأة أن تتعامل بلطف مع كل الزملاء والزميلات في العمل، ولا يخفى على الفطن ما قد يجره تعامل المرأة مع الرجال بلطف من بلاوي هي في غنى عنها. فقد تقع في حب شخص لا يرغب بالزواج بها ولا يحبها أو يطيقها أصلا. فتصبح في أصعب الأوضاع. وربما يقع شخص في حبها ويسبب المشاكل بينها وبين زوجها وأسرتها. وربما تتعرض لمحاولة تتبع وإعتداء وغيرها من الإحتمالات التي رأيناها حدثت للبعض في أرض الواقع.
عمل المرأة من منظور مقاصد القرآن الكريم:
• عمل المرأة قد يعرضها أو يعرض أسرتها وأبنائها لمخاطر ومخالفات شرعية كما شرحنا سابقاً؛ وهذا يتعارض مع مقصد التشريع.
• عمل المرأة يقلل فرص العمل المتاحة للرجال، وبالتالي تقلل من فرص الزواج مما يترتب عليه مضار لكل الجنسين وعلى المجتمع المسلم عموما. وهذا قد يتناقض مع المقصد الأعلى وهو صلاح الأحوال الفردية والجماعية.
• هذا يزيد معدل المخالفات الشرعية مثل الاختلاط والنظر الحرام ونحوها مما قد يزيد في الوقوع في جرائم الزنا وزواج المتعة، والخيانة، وضياع النخوة، والدين. وهذا يتناقض مع مقصد التشريع وتهذيب الأخلاق.
• هذا قد يؤدي إلى إهمال الأطفال والزوج وهذا يتناقض مع المقصد الكلي بصلاح الأحوال الفردية والجماعية، كما أنه قد يؤثر على مسار تعليم الأطفال المدرسي وتعليمهم القرآن وأمور الدين مما قد يتناقض مع مقصد التعليم.
الضوابط المقترحة لعمل المرأة:
إذا اضطرت المرأة للعمل وكانت بحوجه له، فهناك ضوابط عليها مراعاتها لتأمن من أن تفتن أو تُفتن. قال تعالى: (وَقُلْ لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ