المال. ومن هذا نتجت كثير من الفتن وازدادت المشكلات بين الجنسين في المجتمع نتيجة الاختلاط في أماكن العمل سواء كان عبر الانترنت أو في مواقع الشركات. وهذا رغم أنه قد يحل مشكلة للأرامل والمطلقات ومن ليس لهن من يعولهن حتى لا يضطررن لسؤال الناس، ولكنه ولَّدَ أيضاً مشاكل آخري. ولذا سنناقش الضوابط والحلول حول هذا الموضوع فيما يلي.
أثر عمل المرأة السلبي على الأسرة والأطفال والبيت:
يجب وضع في الحسبان أن عمل المرأة - خاصة إذا كان خارج البيت - يؤثر سلباً على الأولاد والزوج. فالمرأة ستكون لها مسؤولية العمل فوق مسؤولية البيت والأولاد، مما سيصعب عليها الأمر. كما أنها ستكون متعبة مما قد يجعلها تقصر في مسؤولياتها. وهذا ليس بمحمود، حيث يمكن أن تنتج معه مشاكل مع الزوج، وسيُهمل الأولاد ولا يجدون الرعاية الكافية والاهتمام الذي يحتاجونه، وقد يضيعوا في غياهب الإنترنت والفتن دون دليل ولا رقيب ولا مرشد. ولذا يُستحسن تركه إلا لضرورة الحاجة إليه، حتى لا يتأثر الزوج والأولاد سلباً به. ونذكر مثال لقصة كانت متداولة في مواقع التواصل الإجتماعي عن صيدلانية سلمت ابنها وبنتها المراهقين للشرطة بعد أن حملت البنت من أخيها عند انشغال امهم عنهما بعملها. وحملها الأب مسؤولية ما حصل، وتدمرت الأسرة بكاملها، وضاع الولدين في سبيل عمل الأم. فيا للحسرة التي لا تنفع بعد فوات الآوان. وهذه قصة واحدة من الكثير والكثير. نسأل الله أن يحفظ أبناء وبنات المسلمين من كل سوء.
محاذير حول عمل المرأة داخل وخارج البيت:
الأفضل للمرأة بيتها من منظور الشرع. وإن اضطرت للعمل فالعمل في البيت أفضل لها إن وجد الخيار. قال تعالى:(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى)(١). فعمل المرأة خارج البيت عادة ما يصحبه مُخالفات شرعية كثيرة؛ على رأسها كما ذكرنا إهمال الزوج والبيت والأطفال. هذا بالإضافة إلى الإختلاط والتبرج وتأخير الصلاة عن وقتها والإنشغال عن طلب العلم الشرعي. هذا بالإضافة ضياع الوقت في المواصلات أة زحمة الشوارع، والإرهاق الذي يصيب المرأة، وضغوط العمل النفسية والجسدية. وربما تكون هناك ضغوط إجتماعية من الزوج والأهل لعدم رضاهم بعملها. إذا لم تكن لم تكن المرأة بحاجة إلى العمل.