للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• الإسراف لا يورث صاحبه إلا زيادة في الولع بالدنيا وحباً لها والطمع في المزيد منها بحثا عن الرضى، ولكن ذلك محال. فالرضى في الدنيا لا يحصل للإنسان إلا بالقرب من الله والازدياد في طاعته ومحبته. قال ابن القيِّم: "عشاق الدنيا بين مقتولٍ ومأسورٍ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر" (١). فياله من وصف بليغ يصف حال أولئك الذين لا يكتفون ولا يرضيهم جبل أحد ذهب. وليتذكر المسلم أن هناك أخوة له في الإسلام والإنسانية جمعاء يتضورون جوعاً ولا يجدون قوت يومهم ويسكتون به بكاء أطفالهم من الجوع. وإن القلب ليحزن والعين لتدمع عن روية المشاهد التي وصل لها الحال في اليمن والصومال وغيرها من أماكن المجاعات. وإن ما يجري في اليمن لا يرضي أي مسلم غيور على دينه. ولنستحضر قوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (٢). ومن الغريب في الأمر هو تحدث الاعلام عن مشكلات المسلمين عامة، ولكن يتجاهل تماما ما يجري في اليمن وكأن شيء لا يحدث هناك. فلم نسمع شيخ ولا قناة إسلامية ولا عربية تتحدث عند ظلم أهل اليمن وتعذيبهم بالجوع والعزلة. فهل الامر مدبر من الخارج، أو هو من الخوف من ظلم المنافقين من قادة المسلمين. وكأن المسلمين نسوا أن أفضل الجهاد هو كلمة حق عند سلطان جائر. وقد رُوِى (أن رجلا سأل النبي وقد وضع رجله في الغرز، أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حق عند سلطان جائر) (٣). ولكن في زمن الفتن هذا واختلاط الحق بالباطل وإنتشر قتل المسلم أخاه لأجل عرض من الدنيا وخرس العلماء والصالحين بالسجون وتعذيبهم، ولم يعد للمتحدث سامع ولا للشكوى نفع.

أمثلة لدوافع معقولة تغيير الأجهزة:

• شراء أجهزة أسرع ذاكرة وأكبر سعة للتمكن من تشغيل برامج المحادثة وتخزين رسائل الواتساب والتليقرام ونحوها من البرامج لأهداف التعليم والتواصل وغيرها من لا منكر فيه.

• بيع الأجهزة القديمة واستبدالها بأجهزة أحدث لتشغيل البرامج النافعة الجديدة التي تعمل على الأنظمة الجديدة فقط. وزيادة أسعار الأجهزة مع زيادة التقدم في التكنولوجيا وتكلفة الأجزاء المكونة لها قد تضطر الإنسان لدفع مبالغ عالية.


(١) ابن القيم، أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (٦٩١ - ٧٥١ هـ)، بدائع الفوائد، دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)، حققه علي بن محمّد العمران، الطبعة الخامسة، ١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م، باب حكم ومواعظ، جزء ٣، صفحة ١٢٢٤.
(٢) سورة إبراهيم، آية ٤٢.
(٣) أخرجه طارق بن شهاب في الصحيح المسند (١٥٠٥) وصححه.

<<  <   >  >>