للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنتشرت في مواقع التواصل الإجتماعي تتحدث عن شخص يشكو من أن صديقة ابنته قالت لبنته أنها لا تؤمن بالله، رغم أنها من عائلة مسلمة. والمشكلة أن هذا حال كثير من هؤلاء الصغار ممن ينتمون لجيل الآيباد. والرسالة تحكي واقع ملموس في مجتمعنا. ولعل من أكثر ما ساعد في إنتشار الإلحاد بين الصغار والشباب مشاهدة الأفلام، ورسوم الأطفال التي حملت بين طياتها الأفكار والمشاهد الإلحادية، وكذلك الإدمان على ألعاب الحاسوب المليئة بمظاهر الكفر، ومشاهدة يوتيوب لساعات طويلة بمحتوي بعيد كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف. فنجد أثر سنوات قليلة من فعل ذلك يظهر بشكل إلحاد علني بين الأطفال. والأدهى في الأمر أن الأطفال يصرحون بهذا الإلحاد دون خجل ولا يميزون بأن هناك شيء خاطي في تصريحاتهم. كما أن نشر الإلحاد أمر سهل عن طريق هذه الوسائل إذا غاب التعليم الديني والعقد الصحيح. وانشغال النشء بهذه الأجهزة وانشغال أباءهم عن تعليمهم أصول الدين، يجعل لأفكار الإلحاد مرعي خصب للنماء. وللأسف وجدنا هذا في بيوت دعاة ورجال علم، حيث تركوا هذه الأجهزة تدخل بيوتهم وتعبث بعقول أطفالهم دون رقيب ولا هادي. فنجد في زماننا هذا ابن الشيخ الواعظ لا يحسن قراءة الفاتحة، ولكنه يحفظ أسماء الألعاب ويجيد استخدام الحاسوب والهاتف النقال. كما نجد بنت حافظة القرآن تتباهي بين صديقاتها بوضع الروج والخروج سافرة. وهذا من انتكاس الحال وضياع الأمانة. أليس هؤلاء الأبناء هم أمانة من الله عند والديهم! وقد كان رسول الله صلى الله عليه، وهو خير الخلق، يسأل الله الثبات على الدين، ويقول: (يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك قالوا يا رسول الله: آمنا بك وبما جئت به، فما تخاف علينا؟ فقال: نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها) (١). وقال تعالى: (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (٢). فما بالنا نحن لا نخشى على أنفسنا وصغارنا من زيغ القلوب ونترك هذه الأفكار الإلحادية تدخل إلى عقول ابناءنا وبناتنا دون رقيب.

نشر الإلحاد من منظور مقاصد القرآن الكريم:

• لا شك أن الإلحاد يتناقض مع مقصد إصلاح الإعتقاد وتعليم العقد الصحيح.

• وهو ينتشر نتيجة الجهل بالدين، فالعكوف على الأجهزة لا يترك وقت ولا مجال لتعلم القرآن وتعاليم الدين؛ وهذا كله يتناقض مع مقصد التعليم.


(١) أخرجه الترمذي (٢١٤٠)، وأحمد (١٣٦٩٦) باختلاف يسير، وابن ماجه (٣٨٣٤) بنحوه، وابن أبي عاصم في السنة (٢٢٥) واللفظ له، وأخرجه الألباني في تخريج كتاب السنة (٢٢٥) عن أنس بن مالك وصححه.
(٢) سورة آل عمران، أية ٨.

<<  <   >  >>