للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعبوا فيها. قال تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) (١). وهم مع ذلك يضيَّعون الصلاة والعبادات لإنتاج فديواتهم التي تأخذ من اوقاتهم جلَّها. والرياء يعارض الاخلاص لله تعالى الذي هو أساس العمل وركن من أركان التوحيد. وقد عرفه ابن القيم – – بقوله: "هو ما لا يعلمه مَلَكٌ فيكتبه، ولا عدوٌ فُيفسده، ولا يُعجب به صاحبه فيُبطلُه" (٢). فلا شك أن ارتياد مواقع التواصل وقنوات اليوتيوب قد صار باب كبير لفتنة الرياء التي أصابت الكثير من رواده. وكم من فتاة مُحجّبة فتحت قناة يوتيوب وبعد فترة من الزمن تخلت عن الحجاب، مثل دارين البايض ومها جعفر وزينب (زوجة أحمد حسن) وشهد والقائمة تطول. ونذكر هنا عرضاً أن هناك كم ليس بقليل من نجوم التمثيل قد قمن بنفس الفعل.

الرياء ومداراة الناس على حساب الدين من منظور مقاصد القرآن الكريم:

• إن مداراة الناس ورياءهم تُدخِل الإنسان في باب الشرك الأصغر وهذا يتناقض مع مقصد إصلاح الإعتقاد وتعليم العقد الصحيح.

• الرياء يودي إلى النفاق وكلاهما صفة ذميمة تتناقض مع مقصد تهذيب الاخلاق.

• تقديم رضا الناس علي رضا الله فيه سوء ادب مع الله تعالى وإجهار بالمعاصي وهذا يتناقض مع مقصد المواعظ، والإنذار، والتحذير، والتبشير.

• تبرج النساء وظهور ما لا يرضي الله في هذه المقاطع التي ينتجها هؤلاء المرائين يتناقض مع مقصد التشريع.

• تضييع الساعات الطويلة في انتاج محتوى هذه القنوات كثيرا ما يؤدي إلى تضييع الصلاة عن وقتها وهذا يتناقض مع مقصد التشريع. كما أن تضييع الوقت يؤثر سلبا على طلب العلم والدراسة وهذا يتناقض مع مقصد التعليم.

النصائح والضوابط المقترحة:

• على أصحاب هذه القنوات اتقاء الله ومراقبته في كل كلمة تقال وكل ما يعرض على قنواتهم، وليعلموا أن الله رقيب عليهم وأنه يمهل ولا يهمل. وليتذكروا بأنهم سيموتون يوماً وسيحاسبون بكل صغيرة وكبيرة. قال تعالى:


(١) سورة الفرقان، آية ٢٣.
(٢) الفوائد، ابن القيم، ص ١٤٤.

<<  <   >  >>