للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في صلاته، فجاءت فاطمة فأزالته عنه (١). وغير ذلك الكثير مما حدث في مكة قبل الهجرة، حينما كان المسلمون مستضعفين، وكان كفار قريش يذيقونهم صنوف العذاب والذل. وكان صبور على كل ذلك، حتى ما أذن الله تعالى له بالهجرة هو وأصحابه إلى المدينة. فوجدوا هناك الأنصار في إستقبالهم والبشرى والفرح تملأ قلوبهم بقدوم الحبيب المصطفي صلوات الله وسلامه عليه. فآووه ونصروه وعظموه، وفازوا بصحبته ونصرته في الدنيا، كما فازوا بالوعد بالفلاح والجنة في الآخرة. قال تعالى: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِى أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٢). فيا له من شرف كبير وفضل عظيم سبقنا إليه الإنصار، وكان حري بكل مسلم السعي إليه. نسأل الله أن يكون لنا منه نصيب.

الإساءة إلى الرسول في العصر الحديث:

توالت إساءة الغرب الي الإسلام والمسلمين في العصر الحديث عبر وسائل الإعلام المختلفة. ولم يكتفوا بهذا، بل وصل بهم الأمر إلى نشر الرسوم الفاضحة والكاريكاتيرات الساخرة عنه في الصحف والمجلات وشبكات الإنترنت والتواصل الإجتماعي. وبدأ تسلسل الإحداث في هذا الشأن منذ عام ٢٠٠٥ م، حين أشعل الدنماركي كورت نار الفتنة بنشر رسم مسيء للنبي بأحد الصحف الدنماركية. فتشجع الرسامين من بعده على نشر المزيد من الرسومات المسيئة له. فنشرتْ صحيفة جيلاندس بوستن الدنماركية إثني عشر رسماً كاريكاتورياً تحريرياً مسيئا بعنوان (محمد أنسيجت اي وجه محمد). ثم جاء بعده السويدي لارس فيلكس عام ٢٠٠٧ م برسومه المسيئة للرسول (٣). وتكرر هذا الأمر الخبيث في الدنمارك وفرنسا والسويد وغيرها. فهم - عليهم لعنة الله - يسيئون الي خيرة الخلق بأبشع الرسومات، والتي لا تُقبَل حتى في حق مواطن عادي؛ ناهيك عن نبيّ مُرسل ويتَّبعه ملايين من البشر حول العالم. ويا للعجب، أن هذا يحدث في أوروبا التي تدعى حرية الأديان والرأي. وأي حرية هذه التي يتحدثون عنها؟! إذ لو كانت هناك حرية لما أهانوا نبي له أتباعه. إذ هم بهذه الإساءة يوجهون إضطهاد لجهة معينة بالطعن في دينها ومقدساتها وينقضون نظرية حرية المعتقد التي يتباهون بها. وقد توعد الله في كتابه الكريم باللعن والعذاب في الدنيا والآخرة لمن يسيء إلي الرسول . وذلك في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا


(١) الراجحي، عبد العزيز، شرح سنن النسائي، ١٦/ ١٦.
(٢) سورة الأعراف، آية ١٥٧.
(٣) كيف بدأت قضية رسوم النبي محمد المنشورة في الدنمارك قبل ١٥ عاما، swissinfo.ch، بتصرف.

<<  <   >  >>