للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهو يسرق نوع من العرض وإن كان معنوي. كما أنه يأخذ تعب الكاتب ومجهوده الذي قضي فيه وقته وأجهد فيه فكره. فسرقته ظلم كبير له وعمل يستوجب عقاب الله في الآخرة. وإن كان في الدنيا لا تعاقب عليه كثير الحكومات والمحاكم، فالحق عند الله لا يضيع في الآخرة. قال تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (١). وقال أيضاً: (وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ) (٢). وفي هذه الآية دليل على أن ترك السرقة بجملتها واجبة في الإسلام. وهذا من الظلم الذي نهي الله عنه. قال تعالى: (قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا) (٣).

السرقات العلمية من منظور مقاصد القرآن الكريم:

• السرقات العلمية تعتبر نوع من السرقة العادية وهي محرمة بدليل الآيات الكريمة، وتناقض مقصد تشريع الأحكام.

• فيها ظلم وإجحاف بحق الكاتب وهذا يتناقض مع مقصد تهذيب الأخلاق ومقصد المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير. قال تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٤).

• السرقات العلمية تؤدي إلى الإضرار بالتعليم حيث تنسب الأقوال والأفكار لغير قائلها وبالتالي ينال السارق ثقة الناس دون حق فيستمعون لما يقول ويضعون ثقتهم فيمن لا يستحق الثقة. وهذا قد يناقض مقصد التعليم ومقصد سياسة الأمة.

النصائح المقترحة:

• على الكُتَّاب حماية كتبهم بتوثيقها في منظمات ومؤسسات التوثيق قبل نشرها.

• على الكتاب تجنب رفع مؤلفاتهم العلمية على الإنترنت ما أمكن إن أرادوا حفظ الحقوق فيها.

• إذا قرر الكاتب رفع مؤلفه على الإنترنت فعليه برفعه على صيغة ملفات بي دي اف (PDF) ويستحسن أن تكون (flat pdf) لتعصيب تحريرها ببرامج تحرير البي دي اف. وذلك لتصعيب تغيير اسم الكاتب أو أي معلومات أخرى في الرسالة لتقليل إحتمال وقوع السرقة العلمية.


(١) سورة المائدة، آية ٣٨.
(٢) سورة الممتحنة، آية ١٢.
(٣) سورة الكهف، آية ٨٧.
(٤) سورة الزلزلة، آية ٨٧.

<<  <   >  >>