للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتفسد عليه حياته؛ فيفقد راحة البال والضمير ويشعر بالخوف لقيامه بكبيرة واصراره عليها. وقد يسيطر عليه الشعور بكراهية الذات واحتقارها مما قد ينتج عنه إكتئاب وأمراض نفسية يصعب علاجها ما لم يقلع عنه. هذا غير ما ينتج من إصابة الفاعل والمفعول به بالأمراض الخبيثة مثل الإيدز والزهري والسيلان وغيرها. كما أنه كثير ما يفسد على الفاعل القدرة على إشباع الغريزة بالطريق الفطري في الزواج كما يحدث في حالات المتزوجين. حيث يُفسد عليهم حياتهم الزوجية، وذلك لان الطرف الآخر يُصبح مُهمَل وغير مرغوب فيه ولا يجد ما يُشبع غريزته فينتهي الأمر بالطلاق.

تعريف السحاق وحكمه:

والسحاق في الجانب الآخر هي مجامعة المرأة المرأة. ويجمعه مع اللواط مصطلح الشذوذ الجنسي الذي يعني الانجذاب الجنسي لأفراد من نفس الجنس. وهو حرام أيضاً بالكتاب والسنة والاجماع. قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) (١). والسحاق بمثابة الزنا، حيث قال : (السحاق بين النساء زناً بينهن). وقال أيضاً: (لا تباشر المرأة المرأة، ولا يباشر الرجل الرجل) (٢). وفي هذا دليل بيّن وحجة على من يقول بأنه لم يرد في حرمة السحاق شيء. حيث في قوله (إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) يبين أن غير هذين الحلالين لا يحل شيء، لا لواط ولا سحاق ولا عادة سرية، ولا زنا شاشات، ولا غيرها. وبهذا قال علمائنا الأجلاء.

أضرار السحاق الصحية والسلوكية والإجتماعية:

• السحاق يسبب أضرار صحية أيضاً، فهو يجعل المرأة عرضة للالتهابات المهبلية البكتيرية والفطرية التي يصعب علاجها أحياناً.

• السحاق يفسد فطرة المرأة في حبها لزوجها وابنائها وقد تتعرض للطلاق إذا علم زوجها بحالها. خاصة إذا أصبحت لا تستمتع بمجامعة زوجها بعد فعلها السحاق، مما يجعل الزوج غير مرغوب به وتظلمه حقه. وفي


(١) سورة المؤمنون، آية ٥ - ٧.
(٢) أخرجه شعيب الأرناؤوط في تخريج المسند (١٠٤٥٦) عن أبي هريرة وصححه، وأخرجه الطبراني في الكبير، وأبو يعلى وحسنه السيوطي عن واثلة.

<<  <   >  >>