للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأجل تحقيقه منذ عقود من الزمان. ولخطورة هذه الفئة أصبح ضرورة في هذا الزمان التعرف عليها وعلى الجرائم التي تخطط لها في الخفاء، ليس في حق الإسلام فحسب، بل في حق الإنسانية جمعاء. وتلعب تقنية المعلومات في هذا الباب في الجانبين، حيث تستخدمها الماسونية في نشر أفكارهم الخبيثة وتنفيذ مخططاتهم الشريرة، بينما يستخدمها من اكتشف حقيقتهم وفُتحت عيناه على فسادهم في تعلم خططهم للحذر منها ولتحذير الناس منهم. ولفهم هذه المنظمة لابد للعودة الي نشأتها وإعتقاداتها. ونسبة لأهمية هذا الموضوع، وعدم إدراك كثير من المسلمين ما يدور في هذا الشأن، رأينا التفصيل والتوسع قليلا فيها للإفادة؛ ولا سيما أن الماسونية تستعمل تقنية المعلومات في تنفيذ مخططاتها، وتغيير الناس ليصبحوا طوعها. بل إن كل ما يدور في الإنترنت والعالم اليوم من شرور يمكن ربطه بشكل أو بآخر بمخططات هذه المنظمة. ولا شك أن ما تقوم به هذه المنظمة من أعمال شريرة محرم لقوله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّى الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا) (١). وقد بين رسول الله أن قتل النفس بغير حق من الموبقات المهلكات. (اجتنبوا السبع الموبقات قيل: يا رسول الله! وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) (٢).

تعريف الماسونية ونشأتها:

الماسونية (Freemasonry) حركة قديمة، بدأت منذ القرون الوسطى، وهي حركة خبيثة تهدف إلى تحقيق أهداف الصهيونية الشريرة، رغم ما تزعمه من انها تهدف الي تطوير المجتمعات. واختلف في تحديد وقت نشأتها بالضبط. وهي منظمة يهودية سرية، إرهابية غامضة، محكمة التنظيم، وجل أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم. وتهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم، وتدعو إلى الإلحاد والإباحية والفساد. وتتستر تحت شعارات خداعة هي (حرية - إخاء - مساواة - إنسانية). ويقيمون ما يسمى بالمحافل للتجمع والتخطيط والتكليف بالمهام تمهيداً بحفظ جمهورية ديمقراطية عالمية كما يدعون، وتتخذ الوصولية والنفعية أساساً لتحقيق أغراضها في تكوين حكومة لا دينية عالمية. ولقد قامت الماسونية منذ أيامها الأولى على المكر والتمويه والإرهاب


(١) سورة الإسراء، آية ٣٣.
(٢) أخرجه البخاري (٢٧٦٦)، ومسلم (٨٩).

<<  <   >  >>