أهلهم وأصحابهم وجيرانهم، ليتغرّبوا ويهاجروا لبلاد الكفر فقط ليستطيعوا العيش الكريم وممارسة شعائرهم الدينية. فإن من أشد الظلم ظلم الوالي لرعيته وتشريِّدهم وهدم بيوتهم وسرقة أموالهم وسجنهم وتعذيبهم وتجويعهم. وقد كان عمر – ﵁ – يتفقد أحوال رعيته ويتفقد الجائع والمحتاج، في حين أن قادة المسلمين اليوم لا يهتمون الا بسرقة مالهم وفتح أبواب المعاصي والفجور وتكريم الكفار ورفع شأنهم على المسلمين.
هجرة المسلمين للغرب ساعدت في نشر الإسلام:
لقد ساعدت هجرة المسلمين لدول الغرب كثيرا في إنتشار الإسلام، ودخول مئات الأمريكان والأوربيون الإسلام طوعاً، بما رأوه من أخلاق المسلمين وتعاملهم الطيب. وقد لاحظت أطقم الشرطة في تلك البلاد قلة الجرائم التي تصدر من المسلمين، كما لاحظ الأطباء أن معظم المسلمين لا يتناولون الكحول ولا يعانون من اثارها الجانبية. وكذلك من حسن الجوار وزيارة المسلمين للأمريكان المجاورين ومشاركتهم في العمل بيّن كرم صفاتهم. كل هذا ساعد على الدعوة السلمية في الغرب. هذا غير الجهود المبذولة من قِبل الدعاة في المساجد وخارجها. واليوم عدد المسلمين على سبيل المثال في مدينة ساكرامنتو (عاصمة كاليفورنيا) وحدها أكثر من خمسين ألف مسلم بفضل الله تعالى. وسئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم السفر إلى بلاد الكفار فقال:"السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات، وأن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات، وأن يكون محتاجا إلى ذلك"(١).
فتح فرص الهجرة إلى الغرب عن طريق تقنية المعلومات من منظور مقاصد القرآن الكريم:
• تفتح هجرة المسلمين للغرب باب للدعوة وفرص كبيرة لنشر الإسلام، وهذا فيه دعم للأمة الإسلامية ويدعم مقصد سياسة الأمة ومقصد المواعظ، والإنذار، والتحذير، والتبشير.
• إذا صعُب على المسلم إقامة دينه في دار الهجرة يجب عليه الرجوع لدار الإسلام أو حيثما أمكنه إقامة دينه. وفي بقائه تعارض مع مقصد التشريع وإقامة شعائره الدينية.
النصائح والضوابط المقترحة:
• إذا أضطر المسلم للهجرة فعليه بتصحيح النية لإقامة الدعوة والتمكن من إقامة شائر الدين ونحوها.
(١) ابن العثيمين، حكم الحجرة إلى بلاد الكفار، موقع إسلام ويب، فتوى رقم: ٢٩٠٥٤٥.