كتاب نماذج من تقنية المعلومات وأنظمتها الحديثة من منظور مقاصد القرآن الكريم عند ابن عاشور

المبحث الثالث: الاستخدامات الحسنة لأنظمة المعلومات - المطلب الثامن: عمل برامج العلم الشرعي والقرآن والأذكار ومواقيت الصلاة وتعليم الصغار - ص: 327

برامج تنبيه الآذان ومواقيت الصلاة وتحديد اتجاه القبلة:

من أفيد البرامج الموجودة تقريبا في جهاز كل مسلم ويستعملها بشكل يومي هي برامج مواقيت الصلاة وتحديد اتجاه القبلة. وهي مهمة خاصة لمن يقيمون خارج بلاد الإسلام حيث لا آذان يُسمع ولا دليل لهم أسهل من هذه البرامج. وترتبط أهمية هذه البرامج بأهمية الصلاة التي هي أول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر العمل، وإن فسدت قسد سائر العمل. وجاء في فضل الصلاة كثير من الأثار، فالصلاة نور، وهي أحب الأعمال إلى الله، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، ويمحو الله بها الخطايا والذنوب. وهي مناجاة بين العبد وربه وكانت من آخر ما وصى به النبي ﷺ قبل موته ومن تركها فقد كفر. قال الله تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِىَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) (١). وعن تميم الداري ﵁: عن النبي ﷺ قال: (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن أكملها كتبت له نافلة، فإن لم يكن أكملها، قال الله سبحانه لملائكته: انظروا، هل تجدون لعبدي من تطوع؟ فأكملوا بها ما ضيع من فريضته، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك) (٢). وعن بريدة الأسلمي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) (٣).

أمثلة لبرامج الآذان:

• ومن أشهرها برنامج مسلم برو (Muslim Pro)، وهو متوفر في نسخة الأندرويد والآيفون، ونسخته الأساسية مجانية، كما يمكن مشاركته بين افراد العائلة.

• ومنها برنامج الآذان الشهير (Athan)، وهو متوفر للأندرويد والويندوز والآيفون. وكان من أوائل البرامج التي بدأت في هذا المجال، حيث أصدره موقع الباحث الإسلامي (islamicfinder.org)، الذي هو من أشهر المواقع الإسلامية. ومن اصداراته أيضا توفير واجهة برمجة تطبيق (API) لأصحاب المواقع لإضافة خدمة مواقيت الصلاة لمواقعهم عن طريق إضافة الكود اللازم للموقع. كما يوفر خدمات تحويل التاريخ

---

(١) سورة العنكبوت، آية ٤٥.
(٢) أخرجه ابن ماجه ١٤٢٦، باب ما جاء في أول ما يحاسب به العبد الصلاة، تعليق الألباني: صحيح، وأخرجه الألباني في صحيح ابن ماجه (١١٨١) عن تميم الداري، وصححه.
(٣) أخرجه الترمذي (٢٦٢١)، والنسائي (٤٦٣)، وابن ماجه (١٠٧٩)، وأحمد (٢٢٩٨٧)، وعلق عليه ابن الملقن بأنه صحيح أو حسن.