للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقاصد الشريعة بقوله: "إذا نحن استقرينا موارد الشريعة الإسلامية الدالة على مقاصدها من التشريع، إستبان لنا من كليات دلائلها ومن جزئياتها المستقراة أن المقصد العام من التشريع فيها هو حفظ نظام الأمة وإستدامة صلاحه بصلاح المهيمن عليه، وهو نوع الإنسان. ويشمل صلاحه صلاح عقله، وصلاح عمله، وصلاح ما بين يديه من موجودات العالم الذي يعيش فيه" (١). فمن المقاصد التي ذكرها ابن عاشور إصلاح الإعتقاد وتعليم العقد الصحيح، الذي هو من أعظم الأسباب لإصلاح الخلق، لأنه يزيل عن النفس الإذعان لغير ما قام عليه دليل. وأما بقية المقاصد فهي تهذيب الأخلاق، وتشريع القرآن للأحكام خاصها وعامها، وسياسة الأمة لصلاحها وحفظ نظامها كالإرشاد إلى تكوين الجامعة، والقصص وأخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أحوالهم أخذ العبرة منها، والتعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين وما يؤهلهم إلى تلقي الشريعة ونشرها وذلك علم الشرائع وعلم الأخبار. وكذلك تعليم حكمة ميزان العقول وصحة الاستدلال في أفانين مجادلاته للضالين وفي دعوته للنظر وفائدة العلم. والقرآن ملئ بالمواعظ والإنذار والتحذير والتبشير في آيات الوعد والوعيد، وفي المحاجة والمجادلة للمعاندين، وهذا في باب الترغيب والترهيب. وأخيرا الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول، وهو معجز بلفظه ومتحّدي بمعناه (٢).

ونلاحظ من شرحه ان هناك مقصدين ذكرهم من خلال كلامه يمكننا إضافتهم للمقاصد الثمانية التي ذكرهم، وهم: صلاح الأحوال الفردية والجماعية والعمرانية، وتعليم حكمة ميزان العقول وصحة الاستدلال والدعوة للنظر وفائدة العلم. وعلى ذلك يمكن تلخيص مقاصد القرآن الكريم عند ابن عاشور إلى ما يلي.

ملخص المقاصد عند ابن عاشور:

• المقصد الأول: إصلاح الإعتقاد وتعليم العقد الصحيح.

• المقصد الثاني: تهذيب الأخلاق.

• المقصد الثالث: التشريع وهو الأحكام الخاصة والعامة.

• المقصد الرابع: سياسة الأمة.

• المقصد الخامس: القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أحوالهم.

• المقصد السادس: التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين.


(١) مقاصد الشريعة الإسلامية، ابن عاشور، ١٤٢١ هـ، طبعة دار النفائس للنشر والتوزيع، الأردن، الطبعة الثانية، صفحة ٢٧٣.
(٢) انظر التحرير والتنوير، جزء ١، صفحة ٣٨.

<<  <   >  >>