للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بنو قريظة عهدها معه يوم الأحزاب في أصعب الظروف (١). فهم لا أمان لهم، ولذا قال كثير من أهل العلم بأنهم هم المغضوب عليهم في قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (٢). وقد فضحهم القرآن في أكثر من موضع في تحريفهم لكلام الله وحذر منهم المسلمين. ورغم ان هناك فئة ليست بقليلة من اليهود وحاخاماتهم تعترض على ما تقوم به حكومة إسرائيل من جرائم في حق الفلسطينيين، فإن الجمع الغفير منهم يتبع إسرائيل في طغيانها وظلمها وجرائمها البشعة، ولا يتوانون عن إيذاء المسلمين عبر شبكات الإنترنت.

جرائم اليهود ضد المسلمين في شبكة الإنترنت:

واليوم لا يخفي على أحد ما نراه في شبكات التواصل الإجتماعي من جرائم تُرتكب في حق الفلسطينيين وتعمُّد إسرائيل نشرها المقاطع المُهينة للمسلمين لإذلالهم. وهم بنشر هذه المقاطع والصور يريدون ان يضعفوا عزيمة الفلسطينيين ويثبطوهم، ويثبِّطوا كل من تحدث نفسه بمد يد العون من الدول المسلمة. ومن الجرائم التي نُنشر اعتقال الأطفال والفتيات وهدم البيوت وأخذها عنوة من أصحابها بغير حق، وضرب الشباب وإطلاق النار عليهم وهم عُزّل، ومنع المصلين من المسجد الأقصى واذلالهم من قبل الجنود الإسرائيليين، وغيرها من الجرائم الكثيرة التي استمرت لأكثر من أربعة وسبعين عاماً من الزمان، ذاق فيها الفلسطينيين من العذاب والتشرد وويلات سجون المُحتّل وقتل الأبرياء ما ذاقوا. نسأل الله أن ينصرهم على عدوهم نصر عزيزٍ مقتدر ويرجع لهم بلادهم وحريتهم، ويحرر القدس من أيدي الجبابرة والظالمين ويرجعها سالمة للمسلمين.

نشر اليهود للفتن بين المسلمين من خلال الإعلام واستهزاءهم بهم:

وفوق جرائمهم، يقوم اليهود بدّس الفتن من خلال الاعلام. فهؤلاء هم الذين يدسون السم في العسل قاتلهم الله أني يُؤفَكون. ولا عجب، فقد حذرنا الله منهم من قبل أربعة عشر قرنا من الزمان في قوله تعالى: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (٣). ومن جرائمهم الضحك والاستهزاء بالمسلمين بحجة السلام، وقد رأينا مغنيهم في قنواتهم الإسرائيلية يستهزئ علنا


(١) أحمد الفقيهي، محاضرة بعنوان اليهود ونقض العهود، ألقيت بتاريخ ٢٠/ ١١/ ١٤٢٨ هـ.
(٢) سورة الفاتحة، آية ٦ - ٧.
(٣) سورة البقرة، آية ٧٥.

<<  <   >  >>