مقصود الترجمة: بيان أَنَّ الاستغاثة بغير الله ودعاء غيره فيما لا يقدر عليه إلا الله من الشرك الأكبر المخرج عن الملة. وأما مناسبة هذا الباب للأبواب التي قبله: فهي أَنَّه جاء في سلك الأبواب المتعلقة ببيان أنواع الشرك الأكبر. قوله: «مِنَ الشركِ» هنا قطع المصنف بالحكم لدلالة النصوص التي ذكرها في الباب على ذلك. تعريف الاستغاثة: الاستغاثة في اللغة: طلب العون والنصر، مأخوذة من الغوث، وهو: الإغاثة والنُّصرة عند الشِّدَّة (١). والاستغاثة شرعًا: لا تخرج في المعنى عن التعريف اللغوي. قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: «والاستغاثة طلب الغوث وهو إزالة الشدة كالاستنصار طلب النصر والاستعانة طلب العون» (٢). «بِغَيْرِ الله» أي: الاستغاثة بغيره فيما لا يقدر عليه إلا هو؛ لأن الاستغاثة ثلاثة أنواع: ١ - استغاثةٌ شرعية: وهي استغاثة المخلوق بربه وإلهه سبحانه وتعالى، وهي عبوديةٌ لله تعالى واجبةٌ يؤجر عليها العبد.