للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَابُ قَوْلِ الله تَعَالَى:

{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} الآية.



مقصود الترجمة: «الرد على عباد القبور الذين يعتقدون في الأنبياء والصالحين أنهم ينفعون ويضرون، فيسألونهم مغفرة الذنوب، وتفريج الكروب، وهداية القلوب، وغير ذلك من أنواع المطالب الدنيوية والأخروية، ويعتقدون أن لهم التصرف بعد الموت على سبيل الكرامة» (١).
و«إذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يملك لعمه أبي طالب شيئًا، وأنه نهي عن الاستغفار له، ففي حق غير النبي - صلى الله عليه وسلم - من باب أولى، فدل ذلك على أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يدعى من دون الله، ولا يطلب منه شيء من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله» (٢).
وهذا الباب مقارب لما قبله، فإذا لم يكن أحد يستطيع أن ينفع أحدًا بالشفاعة والخلاص من العذاب، كذلك لا يستطيع أحد أن يهدي أحدًا؛ فيقوم بما أمر الله به.
مسألة: كيف نوفق بين قول الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}، وقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: ٥٢]؟
الجواب: أنَّ الهداية قسمان:
الأول: هداية توفيق وقبول: وهي المنفية، بقوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي}.

<<  <   >  >>