للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشرهِ»: أي: خير القدر وشره، أي: أنه تعالى قدر الخير والشر، فالخير: ما يلائم العبد، والشر: ما لا يلائمه، إذ المقدورات خير وشر؛ فالطاعات خير والمعاصي شر، والغنى خير والفقر شر، والصحة خير والمرض شر، وهكذا (١)، والله قد قدر ذلك كله قبل خلق السماوات والأرض، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كَتَبَ الله مَقَادِيرَ الخلَائِقِ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء» (٢).

[تعريف القدر]

القدر: علم الله السابق بالأشياء قبل وقوعها، وكتابته لذلك في اللوح المحفوظ قبل خلقها وإيجادها، ومشيئته النافذة الشاملة، وخَلْقُهُ عز وجل لكل ما قدَّر.

وما أجمل جواب الإمام أحمد عندما سئل عن القدر فقال: «القدر قدرة الرحمن».

يقول ابن القيم في قصيدته الكافية الشافية (٣):

فحقيقة القدر الذي حار الورى ... في شأنه هو قدرة الرحمن

واستحسن ابن عقيل ذا من أحمد ... لما حكاه عن الرضا الرباني


(١) ينظر: تيسير العزيز الحميد ص (٦٠٠)، والقول المفيد (٢/ ٤١٤).
(٢) أخرجه مسلم ٤/ ٢٠٤٤ رقم (٢٦٥٣).
(٣) ص (٣٦).

<<  <   >  >>