مقصود الترجمة: بيان مدى حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - لِحِمَى التوحيد عَمَّا يشوبه من الأقوال والأعمال التي يضمحل معها التوحيد أو ينقص، وسده لذرائع الشرك المفضية إليه (١). ومناسبة الباب للأبواب قبله: أنه قد سبق بابٌ مشابهٌ لهذا الباب وهو (باب ما جاء في حماية المصطفى - صلى الله عليه وسلم - جناب التوحيد، وسده كل طريق يوصل إلى الشرك)، فما الفرق بين البابين؟ الفرق بين البابين يتضح من وجهين: الوجه الأول: أَنَّ الباب السابق المتقدم يتعلق بحماية التوحيد من جهة الأفعال، وهذا من جهة الأقوال (٢). الوجه الثاني: أَنَّ المؤلف عبَّر في الباب السالف بـ (جناب التوحيد)، وهنا بـ (حمى التوحيد) وفرقٌ بين الجناب والحمى؛ لأن الجناب بعض الشيء، والحمى حول الشيء، ففي الباب الآنف أراد المصنف بيان حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - للتوحيد نفسه من أن يقع فيه شركٌ. وهنا أراد بيان حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - لحمى التوحيد: أي الأشياء التي هي حول التوحيد، وذلك بعد حمايته للتوحيد (٣).