للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال القاضي عياض: «وإنما أراد أهل السنة والجماعة، ومَن يعتقد مذهب أهل الحديث» (١).

ولعل أقوى الأقوال ما اختاره النووي - رحمه الله - حيث قال: «ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض» (٢).

وهم منصورون إما بسيف العلم والحجة والبرهان على الكفار والمشركين والملحدين والمنافقين والمبتدعين، أو منصورون بالسيف والسلطان على عدوهم من اليهود الحاقدين، والنصارى الصليبيين، ولا منافاة بين هذا وذاك؛ لأن اللفظ يحتمل كلا المعنيين، وهما صحيحان (٣).

وقوله: «عَلَى الحَقِّ»: أي ثابتين على الحق علمًا وعملًا، و (ظاهرين): هذا مرتبط بمفهوم كونهم منصورين، وفيه وجهان: أولهما: أنهم غالبون على الباطل بالحجة والبرهان، والثاني: بالسيف والسِّنَان في زمن التمكين، وكلا الوجهين صحيح (٤).


(١) إكمال المعلم (٦/ ٣٥٠).
(٢) شرح مسلم للنووي (١٣/ ٦٧).
(٣) ينظر: شرح المشكاة للطيبي (١٢/ ٣٩٧٢)، وحاشية السندي على ابن ماجه (١/ ٧).
(٤) ينظر: إرشاد الساري للقسطلاني (١٠/ ٣٢٤)، وتحفة الأحوذي (٦/ ٤٠١).

<<  <   >  >>