للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبهذا نعلم أن الاسترقاء والكي ليسا بمذمومين، وإنما تركهما من كمال التوكل على الله، وقد ثبت في صحيح البخاري، عن أنس: «أَنَّهُ كُوِيَ مِنْ ذَات الْجَنْب، وَالنَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - حَيّ» (١).

وروى الترمذي وابن حبان عن أنس: «أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَوَى أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ مِن الشَّوْكَةِ» (٢).

وفي صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعًا: «الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةِ نَارٍ، وَأَنا أَنْهَى أُمَّتِي عَن الْكَيِّ» (٣).

وفي حديث جابر: «وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ» (٤).

وقد اختلف أهل العلم في الكي، فمنهم من حرمه وجعل الأحاديث التي فيها الإذن بالكي متقدمة، وأحاديث النهي متأخرة، ومنهم من حمل النهي على كراهية التنزيه، وأحسن من تكلم في ذلك الإمام ابن القيم - رحمه الله - حيث قال: «تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع:

أحدها: فعله.

والثاني: عدم محبته له.

والثالث: الثناء على من تركه.


(١) صحيح البخاري (٥/ ٢١٦٢) رقم (٥٣٨٩).
(٢) جامع الترمذي ٤/ ٣٩٠، وصحيح ابن حبان (١٣/ ٤٤٣) رقم (٦٠٨٠).
(٣) صحيح البخاري (٥/ ٢١٥٢) رقم (٥٣٥٩).
(٤) أخرجه البخاري (٧/ ١٢٥) رقم (٥٧٠٢).

<<  <   >  >>