للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومناسبة هذا الحديث للباب: أن من حقق التوحيد وشهد بهذه الشهادات، أدخله الله الجنة، وهذا فضل عظيم من فضائل التوحيد.

«مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» أي: من نطق بها عارفًا لمعناها، عاملًا بمقتضاها، موقنًا بها (١)؛ لأنه لا يكفي التلفظ بالشهادة، بل لا بد من النطق والعلم والعمل بمقتضى هذه الكلمة.

«وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ» تأكيد لمعنى شهادة أن لا إله إلا الله، فقوله: «وَحْدَهُ» فيه تأكيد للإثبات (إلا الله)، وقوله: «لَا شريكَ لَهُ» تأكيد للنفي (لا إله)، وجاء التأكيد هنا ليدلل على عظمة التوحيد، وخطورة الشرك.

«وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» أي: وشهد بذلك، وهو معطوف على ما قبله على نية تكرار العامل (٢).

وفي قوله: «عَبْدُهُ» بيان أنه عبد لله فلا يُعبد؛ وذلك ردًّا على الذين غلوا فيه، ورفعوه إلى مرتبة الألوهية كما في قول البوصيري:

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم

إن لم تكن آخذًا يوم المعاد يدي ... فضلًا وإلا فقل يا زلة القدم

فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم


(١) ينظر: تيسير العزيز الحميد ص (٥١)، وفتح المجيد ص (٣٥).
(٢) ينظر: تيسير العزيز الحميد ص (٥٩)، وفتح المجيد ص (٣٩).

<<  <   >  >>