للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنهي يقتضي التحريم، والأمر يقتضي الوجوب.

قال ابن القيم - رحمه الله -: «ومن كيد عدو الله تعالى: أنه يخوِّف المؤمنين من جنده وأوليائه، فلا يجاهدونهم ولا يأمرونهم بالمعروف، ولا ينهونهم عن المنكر، وهذا من أعظم كيده بأهل الإيمان» (١).

وقوله: {إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} جعل الخوف منه شرطًا في الإيمان؛ لأن الإيمان يقتضي أن تؤثروا خوف الله على خوف الناس، ولأن من عرف أن الخوف عبادة، وصرفه لغير الله شرك، لم يصرفه لغيره (٢)؛ «فكلما قوى إيمان العبد زال من قلبه خوف أولياء الشيطان، وكلما ضعف إيمان العبد قوى خوفه منهم» (٣).

ومناسبة الآية للتوحيد: أنها دلت على وجوب إخلاص الخوف لله؛ لذا يكون الخوف نوعًا من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك (٤).

أقسام الخوف:

والخوف من غير الله ينقسم إلى أربعة أقسام:

أحدها: خوف السر: وهو أن يخاف من غير الله أن يصيبه بما يشاء، فهذا الخوف لا يجوز تعليقه بغير الله أصلًا؛ لأن هذا من لوازم الإلهية، فمن اتخذ مع الله ندًّا يخافه هذا الخوف فهو مشرك.


(١) إغاثة اللهفان (١/ ١١٠).
(٢) حاشية كتاب التوحيد ص (٢٤٤).
(٣) إغاثة اللهفان (١/ ١١٠).
(٤) الجديد في شرح كتاب التوحيد ص (٢٨٧).

<<  <   >  >>