مقصود الترجمة: أن سب الريح وشتمها ولعنها منهي عنه في الشرع الإسلامي؛ لأنها تتحرك بأمر الله وقضائه وقدره، ولا تصريف لها بنفسها (١). قوله: «بَابُ النَّهْيِ»: أطلق المؤلف - رحمه الله - النهي في الباب ولم يفصح: هل المراد به التحريم أو الكراهة (٢). وحقيقة النهي أنه للتحريم (٣). «سَبِّ الرِّيحِ»: قوله: «الريح»: مفرد رياح، وهو الهواء الذي يصرفه الله عز وجل، وسب الريح يكون بشتمها أو بلعنها (٤). وعلاقة الباب بكتاب التوحيد: أَنَّ سب الريح من جنس سب الدهر، وسب الدهر والأيام والليالي والريح والأمطار هو سبٌّ لله تعالى؛ لأنه هو الذي خلقها وهو الذي صرفها وحركها بهذا الشكل الذي نراه ونحسه ونشاهده. فسب الريح يؤول إلى سب حكمة الله وقضائه وقدره وقدرته وتدبيره الذي يرجع هو الآخر إلى سب ذات الله تعالى، وهذا بلا شك ينافي التوحيد أيَّما منافاة، ويناقضه أيَّما مناقضه (٥).