للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقول الداعي مثلًا: اللهم اغفر لي وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم، وتب عَلَيَّ يا تواب، وارزقني يا رزاق، والطف بي يا لطيف ونحو ذلك» (١).

قال القرطبي: «قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}: أمرٌ بإخلاص العبادة لله، ومجانبة المشركين والملحدين» (٢).

«قوله: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}، ليس بأمر من الله لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم - بترك المشركين أن يقولوا ذلك ... ، وإنما هو تهديدٌ من الله للملحدين في أسمائه، ووعيدٌ منه لهم، كما قال في موضع آخر: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [سورة الحجر: ٣] الآية، ... وهو كلام خرج مخرج الأمر بمعنى الوعيد والتهديد، ومعناه: أنْ مَهِّل الذين يلحدون، يا محمد، في أسماء الله إلى أجل هم بالغوه، فسوف يجزون، إذا جاءهم أجل الله الذي أجلهم إليه، جزاءَ أعمالهم التي كانوا يعملونها قبل ذلك من الكفر بالله، والإلحاد في أسمائه، وتكذيب رسوله» (٣).

والإلحاد لغةً: هو الميل، ومنه سمي اللحد لحدًا؛ لأنه مائل.

وشرعًا: الإلحاد في أسماء الله وصفاته هو الميل بها عما يجب فيها، وهو أربعة أنواع:

الأول: أن ينكر شيئا منها أو مما دلت عليه من الصفات والأحكام، كما فعل أهل التعطيل من الجهمية وغيرهم.


(١) تفسير السعدي ص (٣١٠).
(٢) تفسير القرطبي (٧/ ٣٢٥).
(٣) تفسير الطبري (١٣/ ٢٨٥).

<<  <   >  >>