وهذان الوصفان أحسن وأبلغ وصف يتصف به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك وصفه الله تعالى بالعبودية في أعظم المقامات، فوصفه بها في مقام إنزال القرآن عليه، قال تعالى:{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ}[الفرقان: ١].
ووصفه بها في مقام الإسراء، قال تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا}[الإسراء: ١]، ووصفه بها في مقام المعراج، قال تعالى:{فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}[النجم: ١٠]، ووصفه في مقام الدفاع عنه والتحدي، قال تعالى:{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا}[البقرة: ٢٣].
وكذلك بالنسبة للأنبياء، قوله تعالى:{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}[الأسراء: ٣]، وهذه العبودية خاصة، وهي أعلى أنواع العبودية الخاصة.
«وقد تطرف في الرسول - صلى الله عليه وسلم - طائفتان:
- طائفة غلت فيه حتى عبدته، وأعدته للسراء والضراء، وصارت تعبده وتدعوه من دون الله، وهم غلاة الرافضة، والمتصوفة.
- وطائفة كذبته، وزعمت أنه كذاب، ساحر، شاعر، مجنون، كاهن، ونحو ذلك، وهم المشركون، والمنافقون.
وفي قوله:(عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ) رد على الطائفتين» (١).