للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «الجبت: رسم الشيطان بالحبشية» (١).

قال سعيد بن جبير في هذه الآية: «(الجبت) الساحر بلسان الحبشة» (٢).

{وَالطَّاغُوتِ}: الطَّاغُوت: يذكر ويؤنث، مفرد طواغيت، وهو على وزن (لاهوت)، ولكنه مقلوب؛ لأنه مأخوذ من (طغا) يطغى طغيانًا، والتاء زائدة (٣).

و«الطاغوت: كل ما تجاوز به العبد حَدَّهُ من معبودٍ، أو متبوعٍ، أو مطاعٍ» (٤).

ومناسبة هذه الآية للترجمة: أنه إذا كان أهل الكتاب من اليهود النصارى- الذين أوتوا التوراة والإنجيل-قد وقعوا في الشرك بالله من الإيمان بالجبت والطاغوت؛ فيمكن أن تقع هذه الأمة في ذلك تشبهًا بهؤلاء؛ لأن النصوص الشرعية دلت على أن هذه الأمة ستحذو حذو اليهود والنصارى، وتتبع سننهم حذو القذة بالقذة، كما سيأتي في الحديث التالي (٥).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٩٧٤) رقم (٥٤٤٤).
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره (٧/ ١٣٧).
(٣) ينظر: تهذيب اللغة (٨/ ١٥٣)، والصحاح للجوهري (٦/ ٢٤١٣).
(٤) إعلام الموقعين لابن القيم (١/ ٤٠).
(٥) ينظر: حاشية كتاب التوحيد ص (١٧٦)، وفتح الله الحميد ص (٣٠٦)، والقول المفيد (١/ ٤٥٦).

<<  <   >  >>