{فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} وهو ما كان موافقًا لشرع الله، مقصودًا به وجهه. {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} أن لا يرائي بعمله، بل لا بد أن يريد به وجه الله وحده لا شريك له. وخلاصة دلالة الآية: أن العمل لا يقبل إلا إذا كان خاليًا من الشرك، ومن الشرك الرياء، فهو نوع من أنواع الشرك، والعبادة لا تصح إذا خالطها الرياء. «وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - مَرْفُوعًا ... » الحديث عند مسلم، كما ذكر المصنف (١). وقوله: «أَنَا أَغْنَى الشركَاءِ عَنِ الشركِ» لَمَّا كان المرائي قاصدًا بعمله الله تعالى وغيره، كان قد جعل لله تعالى شريكًا. «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشركَ مَعِيَ فِيهِ غَيْرِي» أي: من قصد بذلك العمل الذي يعمله لوجهي غيري من المخلوقين. «تَرَكْتُهُ وَشركَهُ» وفي رواية لابن ماجه: «فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ» (٢). والمعنى: تركته عن نظر الرحمة وتركت عمله المشترك عن درجة القبول.
وما حكم العبادة إذا خالطها الرياء؟ الجواب: أن مخالطة الرياء للعبادة تأتي على ثلاثة أوجه: الأول: أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس من الأصل، كمن قام يصلي من أجل مراءاة الناس ولم يقصد وجه الله؛ فهذا شرك والعبادة باطلة.