للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«فَقَالَا لَهُ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ؟ »: «القائلان هما: عبد الله بن أبي أمية، وأبو جهل، والاستفهام للإنكار عليه؛ لأنهما عرفا أنه إذا قالها - أي كلمة الإخلاص - كان موحدًا بريئًا من آلهة قومه، وذكرا له ما تَهِيجُ به نُعَرَتُه (١)، وهي ملة عبد المطلب حتى لا يخرج عن ملة آبائه وقد مات أبو جهل على ملة عبد المطلب، أما عبد الله بن أبي أمية والمسيب الذي روى الحديث، فأسلما؛ فأسلم من هؤلاء الثلاثة رجلان، رضي الله عنهما.

«مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ»: أي: دين عبد المطلب، وهو دين أهل الجاهلية القائم على الشرك بالله، وعبادة الأوثان.

ومناسبة هذا الحديث للباب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لأستغفرن لك» ... فالاستغفار حصل منه - صلى الله عليه وسلم - لعمه، ولكن: هل نفع استغفار النبي - صلى الله عليه وسلم - له؟ الجواب: لم ينفعه ذلك. فدل على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يملك نفعًا لمن هو أقرب الناس إليه. وهذا يبطل التعلق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لجلب النفع أو دفع الضر، وغيره من باب أولى (٢).


(١) النُّعَرَة: النخوة والأنفة والكبر. ينظر: مقاييس اللغة (٥/ ٤٤٩)، لسان العرب (٥/ ٢٢٢).
(٢) ينظر: التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص (٢٣١)، والملخص في شرح كتاب التوحيد ص (١٥٧).

<<  <   >  >>